تحولت احتجاجات العمال المطرودين من إحدى الشركات بمدينة سطات، زوال يوم الخميس المنصرم، إلى وقفات ومسيرات داخل مدينة المحمدية. فقد انتقل العشرات من العمال المطرودين على متن حافلة إلى مقر الشركة الأم، مطالبين بإنصافهم. وحاولوا تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر إدارة الشركة، بدعم من الفرع المحلي لنفس النقابة، قبل أن يتم منعهم من طرف الحرس الخاص بالشركة، لتتحول الوقفة إلى مسيرة عبر شوارع المدينة في اتجاه مقر العمالة. وعلمت «المساء» أن الشركة (بيل داند) الكائنة بالمنطقة الصناعية بسطات عمدت خلال الأسابيع الأخيرة إلى طرد مجموعة من العمال بحجة أنهم يعرقلون الأشغال ويتجمهرون داخلها، ضمنهم أعضاء المكتب النقابي للعمال التابع للكونفدرالية الديمقراطية للشغل. وهو ما جعل المطردوين وبعد احتجاجات مختلفة بسطات، وبعد رفعهم شكاية إلى وكيل الملك بمحكمة سطات، يؤكدون أن طردهم غير قانوني. ثم عمدوا إلى الانتقال إلى مدينة المحمدية للاحتجاج أمام الإدارة العامة لمجموعة (كتبية) التي تعتبر شركة سطات أحد فروعها. وطالب العمال بالكف عن مضايقة النقابيين ومنحهم الحق في مزاولة مهامهم النقابية، والبت في ملفات العديد من العمال المطرودين لأسباب واهية وإعادتهم إلى عملهم. وجاء في بيان لفرع «الكدش» بالمحمدية أن عضوين بالفرع تعرضا للتعنيف من طرف من وصفوهم ب»بلطجية» الشركة، أثناء تضامنهما مع العمال المطردوين، وأنهم أغلقوا الشارع العام أمامهم. وأضاف البيان أنهم نزعوا بعض اللافتات النقابية وأعلام الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وعمد أحدهم إلى الاعتداء على الكاتب العام للفرع النقابي بالمحمدية، أمام المسؤول الأمني. وخلف الاعتداء، حسب البيان، أضرارا جسدية على مستوى الصدر، وعلى مستوى الجهاز التناسلي للكاتب العام. كما تمت مهاجمة الحافلة التي أقلت المحتجين من مدينة سطات إلى المحمدية وأوقفوها محاولين الاعتداء عليهم، وهم في طريق العودة. وتضمن بيان نقابي لفرع الكدش بمدينة سطات نفس التنديد، مشيرا إلى أن العمال تعرضوا للمضايقات من طرف السلطات التي حالت دون حصولهم على وسيلة نقل تقلهم إلى المحمدية. حيث عمد أعوان السلطة إلى الاتصال بأصحاب الحافلات لحثهم على رفض نقل العمال المحتجين. ونفى مستشار للرئيس المدير العالم لمجموعة (كتبية) كل ما اعتبره مزاعم وادعاءات لا علاقة لها بأرض الواقع، مشيرا إلى أن ملف العمال المطرودين يخص الشركة التي مقرها بمدينة سطات، وأن لا علاقة لها بشركة المحمدية التي حاولوا التجمهر أمام بابها الرسمي، وأضاف أن الحرس الخاص بالشركة، منع العمال من التجمهر قرب الباب لكي لا يعرقلوا سير الأشغال، وأنهم لم يعنفوا أي كان، موضحا أن على من يدعي العكس أن يسلك المساطر القانونية لأننا في بلد القانون. وأضاف أن الشركات الناجحة في المغرب، تتعرض هذه الأيام لمضايقات من جهات تسعى إلى وقف نجاحها، وأن إدارة الشركة توفر كل ما يحتاجه العمال، وأن الكل يشهد على أجواء الشغل داخل المجموعة.