كشفت «المساء» عن وجود مركب سياحي مهجور بتراب الجماعة القروية بئر النصر في إقليم ابن سليمان، يستغل بطرق عشوائية من طرف شخص يقول إنه كان يشتغل نادلا بفندقه. الغريب في أمر هذا المركب، الذي شيد إبان فترة الاستعمار، أنه يدخل ضمن منطقة غابوية (الخطوات) تشرف عليها جماعة تابعة لإقليمسطات بقرار قديم من وزارة الداخلية، وهي منطقة معروفة كمعقل لتجار المخدرات، وبها مسالك لقوافل المهربين، الذين يستعملون الدواب في تنقلاتهم، ويستريحون بفضاءاتها. كما تعرف المنطقة بمافيا سارقي الخشب ولحاء أشجار الفلين. والأكثر غرابة من هذا، أن الفندق الذي شيد على مساحة حوالي ألف متر مربع من طرف الفرنسيين، به أزيد من أربعين غرفة ومطبخ وقاعات، ومراحيض راقية، ولازال يحتفظ برونقه وجودة بنايته، وهو ما دفع النادل إلى استغلال جزء منه كفضاء للسياحة الغابوية وقبلة لجمعيات القنص ولأشخاص مجهولين. وقال محمد الشافعي، رئيس جماعة بئر النصر، إن المركب يستغل حاليا بطريقة عشوائية وبدون أدنى ترخيص من طرف شخص يدعي أنه كان يعمل نادلا بالفندق، حيث تم تحويل جزء من الفندق إلى إسطبلات فلاحية ومرائب للتخزين، واستغل جزءا آخر منه كفضاء يستقبل فيه الزوار بطريقة سرية، موضحا أن المنطقة تحولت إلى بؤرة للفساد وملتقى للأنشطة المشبوهة، خاصة تجار المخدرات. وأضاف أنه زار الفندق يوم الأحد المنصرم رفقة خليفة قائد قيادة سيدي بطاش، حيث وجدا الفندق محتلا من طرف مجموعة من الموظفين قالوا إنهم في خرجة ترفيهية، وأن النادل طردهما بحجة أن المنطقة ليست تحت نفوذهما. وطالب الشافعي بوضع حد لوضعية الفندق التي وصفها بالشاذة، متسائلا كيف أن منطقة تابعة للجماعة التي يشرف على رئاستها، تستغل من طرف أشخاص ليست لهم أي وثائق إدارية، وكيف أن الوصاية على تلك المنطقة تبقى في يد جماعة مجاورة. وأضاف أن اجتماعات ماراطونية عقدت بمقر عمالة ابن سليمان في عهد العامل السابق محمد فطاح، وأن توتر العلاقة بينه كرئيس جماعة وبين العامل السابق حال دون تسوية وضع المركب السياحي المهجور، مؤكدا أن على وزارة الداخلية التدخل من أجل إلغاء قرار الوزير السابق وأن مجلس الجماعة قد يتخذ إجراءات تصعيدية في حال الرفض. يذكر أن هذا المركب السياحي تم بناؤه عام 1938 على مساحة 25 هكتارا تابعة للملك الغابوي، ويتكون من فندق كبير، وملاعب ترفيهية ومسبح دولي، وبئر تستغل مياهها للشرب والسقي وملء المسبح. وحسب وثائق المندوبية السامية للمياه والغابات، فإن المنطقة التي يتواجد بها المركب السياحي تابعة للنفوذ الترابي للجماعة القروية بئر النصر في إقليم ابن سليمان، إلا أن وزير الداخلية الراحل ادريس البصري كان قد فوض تسييره لجماعة أولاد امحمد القروية والتابعة لدائرة بن احمد بإقليمسطات، وبرر قراره بدعوى السلامة الأمنية للمركب السياحي ورواده السياح، بحكم أن المركب جاء في منطقة غابوية ومنعزلة، وأن موقعه قريب من تراب نفوذ الجماعة السطاتية.