عاش سكان دوار ادريس بحي عوينات الحجاج الشعبي بمدينة فاس، في وقت مبكر من صباح يوم الخميس الماضي، حالة رعب بسبب «هجوم» أشخاص ملثمين على الدوار، ولجوئهم إلى إطلاق «الرصاص» من سلاح ناري يرجح أن يكون عبارة عن بندقية. وقالت مصادر من السكان إن عددا من شبان الحي الذين عاينوا جزءا من هذا الهجوم لم يتمكنوا من التعرف على هوية المهاجمين الذين استعانوا بسيارة، بسبب ارتدائهم «أقنعة» أخفت وجوههم. وأوردت المصادر نفسها أن أعضاء «العصابة» التي ناهز عدد أفرادها 7 أفراد قد لاذوا بالفرار على متن سيارة تحمل أرقاما خارجية بعد قيامهم ب«عربدة» أعادت إلى الواجهة «الانفلات الأمني» الذي تعيشه جل الأحياء الشعبية بالمدينة، وتخلف الشرطة في مواجهة هذا الوضع. ولم يكتف الملثمون، حسب إفادة بعض السكان، بإطلاق الرصاص الذي أصاب سيارة، وما زالت معالمه في بعض الجدران، فقد عمدوا كذلك إلى التلويح بأسلحة بيضاء كانت بحوزتهم. وعاين بعض شبان الحي ما يعرف في أوساط «المهتمين» ب«سيوف السماوي»، وهي أسلحة بيضاء لا «تبقي ولا تدر» بين مستعمليها في المواجهات. ويرتبط اسم حي عوينات الحجاج الشعبي بملفات البناء العشوائي التي ما زالت مفتوحة به. كما يرتبط ذكره ب«الانفلات الأمني» الذي يجعل عددا من التجار يلجؤون إلى قضبان حديدية لتأمين محلاتهم التجارية، وهو ذاته العرف الذي أصبح معمولا به من قبل التجار في عدد من الأحياء الشعبية بالمدينة. وتضطر بعض الأسر إلى دخول منازلها في وقت مبكر، واتخاذ ما يلزم من إجراءات أمنية مشددة أثناء الخروج في الصباح الباكر للعمل. وتجاور المنطقة الصناعية سيدي ابراهيم هذا الحي، وتجد بعض المستخدمات في معامله صعوبات في الوصول إلى مقرات العمل، ويجتزن امتحانات صعبة نهاية كل شهر، عندما يكن بصدد تسلم رواتبهن. وعادة ما تتهم السلطات الأمنية بعدم الحزم في التدخل لمواجهة هذا الوضع.