نوه رئيس الوزراء التركي، عبد الله غول، أثناء استقباله، يوم الاثنين الماضي، وزير الخارجية المغربي، سعد الدين العثماني، بالدور المهم الذي لعبه الملك محمد السادس في الانتقال بالمملكة إلى تجربة ديمقراطية في المنطقة، وقيامه بالعديد من الإصلاحات السياسية والاجتماعية المهمة. ويعتبر العثماني أول وزير خارجية مغربي يزور تركيا بعد 25 سنة من «الجمود» في العلاقات المغربية-التركية. كما أشاد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، خلال استقباله وزير الخارجية المغربي، بالتجربة المغربية في تجاوز رياح الربيع العربي التي عصفت بالعديد من دول المنطقة المغاربية والعربية. وتميز لقاء العثماني بوزير الخارجية التركي احمد داود اغلو بالعمل على تعزيز التعاون على المستوى الثنائي، إذ تم الاتفاق على رفع قيمة المبادلات التجارية من 1.3 مليار دولار، التي تم تسجيلها خلال سنة 2011، إلى 3 ملايير دولار. وتم الاتفاق على مضاعفة الاستثمارات التركية في المغرب، كما وقع المغرب وتركيا اتفاقين يتعلقان بإنعاش المقاولات الصغرى والمتوسطة المغربية التركية، واتفاقية في مجال النقل الطرقي. واتفق وزيرا خارجية المغرب وتركيا، على إنشاء مجلس تعاون استراتيجي مهمته تقييم العلاقات الثنائية بين البلدين وتدليل الصعوبات التي من شأنها أن تعترض العمل المشترك. كما اتفق الطرفان على عقد الدورة الثانية لمتابعة اتفاق التجارة الحرة وتقييم تجربة تطبيق اتفاقية التبادل الحر، وكذا تبادل الخبرات، الإقليمية والدولية، في ما يخص تجربة تركيا في منطقة البلقان، وتجربة المغرب في المنطقة الإفريقية، وكذا تبادل المشاورات في ما يتعلق بالأمم المتحدة ومجلس الأمن وغيرها من المنظمات الدولية. كما تم الاتفاق على تبادل الخبرات المشتركة على مستوى أكاديمية الدراسات الديبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية المغربية والمعهد الديبلوماسي التركي. وفي مجال البحث العلمي، تعهدت أنقرة بمضاعفة عدد الطلبة المغاربة المستفيدين من منح متابعة الدراسة في تركيا، وعدم إلزام الطلبة المغاربة الذين تلقوا تكوينا في اللغة التركية، في المغرب، بتكرار ذلك في تركيا، والتسجيل مباشرة في التخصصات التي اختاروها.