قدم عبد العزيز كركاش استقالته من تدريب شباب المسيرة لكرة القدم بعد أن حصد الفريق هزيمته الخامسة على التوالي في مرحلة إياب البطولة «الاحترافية». في خمس مباريات لم يحصل كركاش على أية نقطة مع الفريق «الصحراوي»، وتلقى بالمقابل خمس هزائم متتالية أزمت وضعية الفريق وجعلته على مرمى حجر من القسم الثاني، إذ يحتل المركز السادس عشر والأخير ب15 نقطة. وهي محصلة رقمية كارثية بكل المقاييس وتؤكد أن الفريق يسير في الاتجاه الخطأ وأن إفلاته من النزول لو تحقق سيكون أشبه ب«المعجزة». إذا كان فريق شباب المسيرة يعيش هذا الوضع في كل سنة، إلا أن استقالة مدربه كركاش تطرح الكثير من علامات الاستفهام، بل وتؤكد أن بعض المدربين هم جزء من أزمة الكرة المغربية. كركاش أرجع استقالته إلى الضعف البدني الواضح للاعبي المسيرة، وسوء تعاملهم مع الكرات الثابتة وغياب روح الجماعة وافتقاد الفريق لمتمم للعمليات، ثم اعتبر قرار إشرافه على الفريق بأنه خاطئ. قبل مجيء كركاش كان فريق شباب المسيرة في وضع أفضل، بل إنه هزم المغرب الفاسي خارج ملعبه وأحرج مجموعة من الفرق الكبرى، فكيف في لمح البصر غابت روح الجماعة عن الفريق وأصبحت الجاهزية البدنية للاعبين موضع شك، ثم ألم يقم كركاش بوضع تقييم للفريق قبل التعاقد معه؟ ألم يحدد الأهداف ووسائل العمل؟ أم أنه أشرف على الفريق، ثم لما عاكسته النتائج بدأ يقول إنه وجد فريقا بمواصفات لا تسمح له بالذهاب معه بعيدا، وهل هي صدفة أن يستقيل كركاش من تدريب فريق النادي القنيطري ثم يتعاقد في لمح البصر مع شباب المسيرة، وهل هي صدفة كذلك أن يتكرر السيناريو نفسه اليوم مع الفريق الصحراوي. قد يكون كركاش أخطأ بتعاقده مع شباب المسيرة حسب قوله، لكنه إذا تعاقد غدا مع فريق أولمبيك خريبكة ليشرف على تدريبه، فإنه سيكون قد أخطأ في حق مهنة التدريب وفي حق فريق شباب المسيرة، وأيضا في حق الفريق الذي سينتقل إليه، فأن يشرف مدرب على تدريب ثلاثة فرق في موسم واحد، أمر لا يبدو مقبولا في كرة قدم مغربية تنشد الاحتراف، كما أن على ودادية المدربين المغاربة أن تكون حازمة وأن تعبر عن موقف صارم تجاه هذا العبث، وعلى المسؤولين كذلك أن يتقوا الله في فرقهم وأن يختاروا لها المدرب الأنسب.