عبر جمال بلحسني البطل المغربي والعالمي في رياضة الجيت سكي، والمهاجر حاليا إلى فرنسا، عن استيائه لوجود اسم رئيس الجامعة الملكية المغربية للدراجات النارية المائية والتزحلق على الماء، ضمن لائحة المستفيدين من رخص النقل العمومي، وقال في حديثه مع «المساء» إنه «من مكر الصدف أن يستفيد المسؤولون ويجوع الأبطال في بلاد الغربة». وقال بلحسني بنبرة حزينة: «لقد اكتشفت أن جامعة الجيت سكي بقرة حلوب يستفيد منها الرئيس وأحد أقاربه الذي تحول إلى مسؤول عن المنتخب علما أنه لم يمارس اللعبة ولاعلاقة له بالتسيير، لقد قال لي الملك محمد السادس حين وشحني سنة 2005 بوسام ملكي، إذا كان لديك أي مطلب لا تتردد ياجمال، لقد قال هذا الكلام أمام رئيس الجامعة وطلب منه أن يبلغه بأي أمر يخصني، لكن تبين لي أن رئيس الجامعة هو الحاجز الذي يفصلني عن الملك، وأتمنى أن تصل صرختي إلى الجهات العليا بالبلاد وأقصد الرياضي الأول والمدعم الرئيسي لهذه الرياضة ماديا ومعنويا ملك البلاد ليرد اعتبارنا». وتتواصل محنة بطل العالم في الجيت سكي لسنة 2005، الحائز أيضا على لقب وصيف البطل في ثلاث مناسبات سنوات 2004 و2006 ثم 2008، فضلا عن بطولة المغرب ودوريات ذات صبغة عالمية في مختلف القارات، فقد اختار المغادرة الاضطرارية لبلد أحبه ورفع رايته عاليا بعد أن ضاقت به السبل، وتحول من بطل يقف فوق منصات التتويج ويعزف له النشيد الوطني، إلى مجرد مهاجر يبحث عن لقمة عيش مبللة بالخوف والعناء والقلق، ليبس جمال هو البطل الوحيد الذي اختار «أبغض الحلال إلى الوطن»، ولكن زميله البطل العالمي معاد الصالحي اختار بدوره الاستقرار في الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث يشتغل نادلا في أحد مطاعم البيتزا. .قبل أن يحط جمال الرحال بفيرساي ضواحي العاصمة الفرنسية، توقف في إسبانيا من أجل البحث عن مرفأ يمارس فيه هوايته المفضلة، لكنه سرعان ما غادر شبه الجزيرة الإيبيرية بسبب الأزمة المالية التي تضرب هذا البلد المتوسطي، وغلاء مصاريف اللعبة المحبوبة لديه، ولأنه يعرف أكثر من غيره بأن والدته التي انفصلت عن والده ليس لها من معيل سواه، فقد اختار طريق الكد من أجل مساعدة أبوين مطلقين يعولان عليه لانتشالهما من الهم والغم. يروي بلحسني ل«المساء» حكاية بطل نزل من منصات التتويج مجبرا، بعد أن أعلنت جامعة رغبتها في التعامل مع أبطال لا يطالبون بالحد الأدنى من الحقوق، وحين كشف مجموعة من الشباب عن المستور وعبروا عن رأيهم في طريقة تسيير شأن هذه اللعبة، بعد أن ساد الاعتقاد بأن ممارسي هذه الرياضة مجرد كائنات مائية تنتهي حياتها حين تخرج إلى اليابسة. وعبر جمال عن رغبته في العودة إلى المغرب لتأطير الشباب وإنقاذ اللعبة من الضياع الذي تعيش فيه، «مستعد للعودة أنا وكل الأبطال الذين توقفوا عن الممارسة بسبب عداء الجامعة لنا مستعدون أيضا لتأطير الشباب بدل إهدار المال في التعاقد مع مدربين أجانب، فتجربتنا تزيد عن 12 سنة حرام أن تضيع بسبب تعنت أشخاص قتلوا الجيت سكي». يذكر أن البطل المغربي قد وضع شكاية في الموضوع لدى جهات عديدة، كالديوان الملكي ولدى سفيرة المغرب في انكلترا، قبل أن يضع الجيت سكي جانبا ويشمر على ساعد الجد ويتحول إلى عامل مهاجر يقضي سحابة يومه في نقل الأطفال المرضى في سيارة إسعاف بأحد مستشفيات منطقة فيرساي، وهو يدعو الله في صلواته لينصفه من غدر الزمان والرياضة.