انطلق العد العكسي لإحالة الجنرال حسني بنسليمان على التقاعد وتعيين أحد الضباط الشباب الذين سبق لهم أن خضعوا بصحبة الملك محمد السادس، حين كان وليا للعهد، وزميل دراسته ياسين المنصوري – الرئيس الحالي للمديرية العامة للدراسات والمستندات «لادجيد»- لتكوين عسكري خاص على رأس مؤسسة الدرك الملكي. وقال مقرب من ملف التعيينات الجديدة التي يعرفها الجهاز العسكري ل«المساء» إن تعويض الجنرال دو كور دارمي بضابط شاب قد أصبح وشيكا، وقد سبقته عدة ترتيبات ستمهد له الطريق للاشتغال مع فريق جديد يختلف عن نظيره الذي اشتغل مع حسني بنسليمان على مستوى مواقع المسؤولية. وكشف نفس المصدر أن بعض هؤلاء الضباط الشباب الذين كانوا زملاء لولي العهد آنذاك، في إطار التكوين العسكري الذي خضع له، ظلوا على علاقة وطيدة به حتى بعد توليه العرش، وأن الملك محمد السادس ظل يستشيرهم في عدد من القضايا المرتبطة بالملف الأمني والعسكري. وبالمقابل فإن جسم الدرك الملكي قد عرف عدة تنقيلات وتغييرات في الفترة الأخيرة، بالموازاة مع تلك التي عرفتها أسلاك القوات المسلحة الملكية، خاصة في المنطقة الجنوبية. وفي هذا الإطار تم تعيين الكولونيل بوخبزة على رأس قيادة الدرك في جهة العيون- الساقية الحمراء، بعدما كان يشغل منصبه في قيادة الدارالبيضاء، في حين عينت القيادة العامة للدرك الملكي الكولونيل بنعاشير، المسؤول السابق بالعيون، قائدا جهويا للدرك بالجهة الشرقية بعدما تمت إحالة الكولونيل أكعبون على التحقيق. كما تم تعيين سعيد بنبلة على رأس قيادة الدرك بجهة وادي الذهب تزامنا مع حركة التوقيفات والتحقيقات التي طالت عددا من ضباط الجيش المكلفين بمراقبة المنطقة الحدودية مع موريتانيا، الذين يشتبه في تورطهم في التهريب والتجارة غير المشروعة بالصحراء. وبالنسبة إلى ملف التكوين والتكوين المستمر الذي يمثل إحدى نقاط قوة جهاز الدرك بالمملكة، فقد تم تعيين الكولونيل محمد تاونزة، القائد السابق للدرك بطنجة، مسؤولا عن التكوين بالمدرسة العليا للدرك الملكي بمراكش، وقد راكم خبرة كبيرة في ملف مكافحة التهريب الدولي للمخدرات وما ارتبط به من تنسيق مع الأجهزة المماثلة للدول الأوربية. وتجدر الإشارة إلى أن الجنرال حسني بنسليمان قد التحق بالقوات المسلحة الملكية بعد تخرجه من المدرسة العسكرية سان سير بفرنسا، حيث عين بداية على رأس وحدة التدخل المتنقلة سنة 1965، قبل أن يصبح سنة 1967 مديرا مساعدا للإدارة العامة للأمن الوطني، ويشغل منصب عامل إقليم بكل من طنجة والقنيطرة ومكناس. وإثر المحاولة الانقلابية الفاشلة التي قادها الجنرال أوفقير سنة 1972 تم تعيينه في منصب قائد الدرك الملكي الذي ظل يشغله إلى الآن.