بعد أن فضل عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة الابتعاد عن التصريحات الإعلامية في الأسابيع الماضية، عاد مساء أول أمس السبت ليطلق تصريحات قوية حول الفترة القصيرة التي قضاها رئيسا للحكومة. وقال عبد الإله بنكيران، الذي كان يتحدث في ندوة نظمها حزب العدالة والتنمية بالرباط حول «قراءة راهن ومستقبل التواصل السياسي لحزب العدالة والتنمية» إنه لن يتردد في إنجاز مهامه الحكومية التي خولها له إياه الدستور، مضيفا في هذا الصدد «حين أرى أنه بإمكاني القيام بشيء لن أنتظر إذنا من أحد». وأقر عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بصعوبة رئاسة الحكومة، مردفا في السياق نفسه «أعترف أنني لما عينت رئيسا للحكومة وجدت صعوبات كبيرة وإكراهات بالغة». ودافع ابن كيران بشدة عن تجربة حزب الاتحاد الاشتراكي في قيادة حكومة التناوب، معتبرا أنه «ليس متفقا مع هؤلاء الذين ينظرون إلى تجربة الاتحاد الاشتراكي في الحكومات السابقة بعين سلبية، «هذا غلط، إخواننا في الاتحاد الاشتراكي قدموا خدمات جليلة للبلاد، وينبغي الاعتراف بذلك، يمكن القول إنهم أساؤوا التصرف في بعض الأحيان لكنهم ساعدوا في توفير الشروط المناسبة للمغرب الحالي». وتوقف بنكيران كثيرا عند ما نشرته وسائل الإعلام حول حلوله ضيفا على إذاعة إسرائيلية، حيث قال «فاجأني مصطفى الخلفي، وزير الاتصال، بكونه يهيئ بلاغا لأن الصحافة كتبت أنني منحت تصريحا لإذاعة إسرائيلية، صراحة لم يكن ذلك في بالي، وتألمت كثيرا لما قرأت في جريدة أن بنكيران حل ضيفا على إذاعة عرب إسرائيل. وكل ما في الأمر أن شخصا كان من بين الحضور لم أتبين حتى ملامحه قام بطرح سؤال حول موقفي من قضية فلسطين وإسرائيل، وأجبت في حينها أننا مع الفلسطينيين، وبقدرة قادر حللت ضيفا على إذاعة إسرائيلية». ولذلك، يردف ابن كيران، «فأنا لست من هؤلاء الذين يؤمنون بأن الصحافيين فوق المحاسبة، نحن في بلد الحرية، لكنها حرية مشروطة بالمسؤولية». واستطرد بنكيران قائلا: «كان الجميع يعرف كيف أنني كنت أجيب عن جميع الصحافيين، بل وكنت أتصل بهم حين أكون مشغولا، لكن حين تكتشف أن تصريحاتك قد حورت في اليوم الموالي تصاب بخيبة الأمل». في موضوع آخر، أكد عبد الإله بنكيران أنه «حين أصبحت رئيسا للحكومة، لم أكن أفكر في عقد ندوة صحفية أسبوعية فقط، بل فكرت في مخاطبة المواطنين في الشارع، أنا أريد أن أفعل شيئا أهم بكثير، فمثلا حين أجد حادثة سير سأخاطب المغاربة بما مفاده أنكم تقتلون بعضكم. أما بخصوص المعطلين الذين أحرقوا أنفسهم، فقد كانوا ينوون فقط التهديد بحرق أجسادهم، وأنا ألوم هؤلاء الذين كانوا بينهم، وعلى هذا الأساس، قلت للعدل والإحسان لا تلعبوا بالنار، لقد تألمت كثيرا لموت معطل متأثرا بالحروق، ولذا أدعو إلى ضرورة التريث والمحافظة على مكاسب هذا الوطن».