كشفت إذاعة «صوت إسرائيل»، التابعة للإذاعة والتلفزيون الرسمي الإسرائيلي، عن معلومة في غاية الحساسية تخص عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية، إذ قالت الإذاعة الإسرائيلية إن ابن كيران تحدث إلى مندوبها الخاص في المنتدى الاقتصادي العالمي الأخير، المنعقد في دافوس بسويسرا، حول القضية الفلسطينية. وأوضحت الإذاعة المذكورة، في قصاصة إخبارية نشرت على موقعها الإلكتروني يوم الجمعة الماضي، أن بنكيران أكد لمبعوثها في دافوس أن «على الفلسطينيين أن يقرروا بأنفسهم بشأن طبيعة علاقاتهم بإسرائيل». وشدد بنكيران، في حديثه إلى مندوب الإذاعة الإسرائيلية حول كيفية تعامل الحركات الإسلامية الصاعدة داخل عدد من الدول العربية مع إسرائيل، على أن «الحركات الإسلامية ستتصرف بموجب القرار الفلسطيني»، فيما نفى مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن يكون بنكيران تحدث إلى وسيلة إعلام إسرائيلية، واكتفى بالقول، في اتصال أجرته معه «المساء»، إن «السيد رئيس الحكومة لم يخص أي وسيلة إعلامية إسرائيلية بأي حديث، ولم يتصل به أي صحافي على أساس أنه يمثل إذاعة أو صحيفة إسرائيلية خلال مشاركته في منتدى دافوس». وعرف عن حزب العدالة والتنمية معارضته الشديدة لأي اتصال دبلوماسي أو تبادل تجاري مع إسرائيل حينما كان في صفوف المعارضة، إذ سبق أن احتج برلمانيو الحزب داخل مجلس النواب على مشاركة رئيس الكنيست الإسرائيلي في أعمال مؤتمر الجمعية البرلمانية المتوسطية الخامس، معتبرين أن هذه المشاركة تدخل ضمن السياسة التطبيعية التي تنهجها القوى الغربية لفرض انعقاد المؤتمرات في أماكن بعينها خدمة لأهداف التطبيع مع إسرائيل. كما عارض الحزب بشدة الزيارات التي كان يقوم بها مسؤولون إسرائيليون للمغرب، سواء للمشاركة في أنشطة دولية تنظم بالمغرب أو للمشاركة في فعاليات منتدى «ميدايز» الذي تحتضنه مدينة طنجة ويشرف عليه معهد «أماديوس»، إذ كان فرع الحزب في طنجة يقود، إلى جانب فعاليات حقوقية، حملات احتجاجية على وجود مدعوين إسرائيليين بالمغرب. إلى ذلك، أكدت الإذاعة الإسرائيلية أن ابن كيران لم يكن الوحيد الذي تحدث إلى مندوبها، بل إن راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة الإسلامي التونسي، كان بدوره ممن تحدثوا إليه، حيث أكد لمبعوثها -تقول الإذاعة- أن «مستقبل علاقات بلاده مع إسرائيل يحكمه التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية». من جهة أخرى، علمت «المساء» من مصادر خاصة بأن الزيارة التي قام بها السفير الأمريكي بالرباط في الأول من دجنبر الماضي لمقر العدالة والتنمية، مباشرة بعد فوز الحزب بالمرتبة الأولى وتعيين ابن كيران رئيسا للحكومة، كان من بين المواضيع التي تم التطرق إليها خلالها موقف الحزب ذي المرجعية الإسلامية من إسرائيل. ويذكر أن المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافوس عرف مشاركة مسؤولين إسرائيليين.