وجّه عدد من المستشارين، أول أمس الاثنين، اتهامات مباشرة لإدريس الرازي، رئيس مجلس مقاطعة حسان، المنتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة، بتزوير توقيعين في لائحة الحضور، أثناء انعقاد الجلسة الثالثة للدورة العادية لشهر يناير الأخير، والتي اعتبرت أغلبية المجلس أنها أتت في سياق استثنائي واستعجالي، خاصة أنهم طالبوا بمقاطعتها وقال مصدر حزبي، في اتصال هاتفي مع «المساء»، إنه بعد رفض رئيس مقاطعة حسان إطْلاعَهم على وثيقة الصرف المفصلة للميزانية، أثناء انعقاد الدورة الأولى، التي احتفظ فيها لنفسه بالتفويض في المالية، حاول إيجاد طريقة أخرى لتمرير الحساب الإداري. وأضاف المصدر ذاته أنه أثناء انعقاد الدورة الثالثة، طالب ممثل السلطة الرئيس بضرورة إحضار لائحة التوقيعات ولاحظ أن الأخير كان «يتماطل» في إحضار اللائحة، مشيرا إلى أنه أمام إصرار الباشا، اضطر رئيس المقاطعة إلى تمكينه منها، إلا أن مفاجأة ممثل السلطة كانت كبيرة، وهو يكتشف أنه تم تزوير توقيع عضوين، هما أحمد الريح، من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحسن الشرقاوي، المنتمي إلى حزب الاستقلال. وحسب المصدر المذكور، فإنه بعد اكتشاف فضيحة تزوير توقيعي المستشارين في لائحة الحضور، اللذين اطّلعت عليهما «المساء»، تمت مقاطعة دورة الحساب الإداري من قِبل ممثل السلطة، نظرا إلى عدم اكتمال النصاب القانوني. إلى ذلك، قال هشام الأحرش، الكاتب المحلي لحزب العدالة والتنمية في الرباط -حسان، في اتصال هاتفي مع «المساء»، إن الرئيس هو من يتحمل كامل المسؤولية في خرق الميثاق الجماعي، وأن أغلبية المجلس تطالب بفتح تحقيق في ما يتعلق بتوقيعات المستشارين، على اعتبار أن ما أقدم عليه الرئيس يطرح أكثر من علامة استفهام، مضيفا أن القضية لم تعد مرتبطة بخرق الميثاق الجماعي فقط، وإنما صارت ذات طبيعة جنائية. وفي رده على الاتهامات الموجهة له، نفى ادريس الرازي، رئيس مقاطعة حسان، في تصريح ل»المساء»، أن يكون وراء ما وقع، مشيرا إلى أن أحد التوقيعين كتبت فيه عبارة «بعذر»، مؤكدا أن عضوا في حزب الاتحاد الاشتراكي صرّح، أثناء انعقاد الدورة، بأنه هو من كتب تلك الكلمة، بعدما أخبر المعني بالأمر بما فعل، مضيفا أنه لا يعرف شيئا عن التوقيع الثاني لأحد أعضاء المجلس، المنتمي إلى حزب الاستقلال، قائلا إن ما وقع مجرد «حسابات ضيقة»، على حد تعبيره. من جهته، نفى صاحب توقيع «بعذر» علمه بكل ما وقع ، قائلا إن اتصال الجريدة به كان بمثابة «تنبيه» له، مؤكدا أنه لم يكن في العاصمة الرباط في يوم انعقاد الدورة وأنه لا يعلم أي شيء عن الموضوع.