أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة للقوات الملكية بالرباط، الأسبوع الماضي، حكما بسنتين حبسا نافذا في حق عريف أول بالمجموعة ال16 للمدفعية الملكية بابن سليمان، توبع في حالة اعتقال بتهمة مخالفة ضوابط عسكرية طبقا للفصل 178 من قانون العدل العسكري. وكان المتهم تم إيقافه في ال 29 من شهر يونيو الماضي، من قبل الفرقة الوطنية للأبحاث القضائية التابعة للدرك الملكي، في قضية تواصله مع رواد «الفيسبوك»، ووردت تعاليقه عبر الموقع الاجتماعي، ومن خلال آرائه في عدد من القضايا، أساء إلى بعض كبار ضباط القيادة العليا، ويتعلق الأمر بثلاثة جنرالات تتحفظ «المساء» عن ذكر أسمائهم، حيث استمعت إليه الفرقة الوطنية للأبحاث القضائية، بأمر من مدير العدل العسكري، بعد جرد مضمون محتويات حسابه من موقع التواصل الاجتماعي. وحجزت المصالح المختصة شعارا للمكتب الخامس للقوات المسلحة الملكية على حاسوبه الشخصي، بينما أكد الظنين أن هذا الشعار وجده في الحاسوب بعد اقتنائه من مدينة المحمدية. وأورد مصدر «المساء» أن الأبحاث القضائية للدرك الملكي، كشفت أن المتهم كان يتواصل مع أشخاص عبر «الفيسبوك»، ووردت عدة تعاليق تمس المؤسسة العسكرية وبعض كبار ضباط القيادة العليا وإفشاء السر المهني من خلال الإعلان عن مكان تواجده، وورد في حسابه جواب عن سؤال أحد الرواد عن رأيه حول الخروج للتظاهر في 14 ماي الماضي، وهو مارد عليه العريف بجوابه «نتمناوا مايكونوش بحال ليدازو»، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى تأسيس القوات المسلحة الملكية، حيث كشفت الأبحاث أن أحد الرواد المجهولين يحرض العسكريين عبر «الفيسبوك» على التظاهر في هذه الذكرى، ونفى الظنين عدم علمه بأن تاريخ 14 من ماي يصادف ذكرى تأسيس القوات المسلحة. وفيما يخص الإساءة إلى عدد من الجنرالات، اعترف المتهم بإبداء رأيه تجاههم أثناء سؤال وجه إليه من قبل أحد الرواد المجهولين، وأكد أنه ندم كثيرا على ما صدر منه، وطلب العفو عنه من المسؤولين العسكريين ، بعدما أوضح أن تواصله كان عفويا مع الشخص المجهول، كما اعترف بوضع صورته على «الفيسبوك» بلباس عسكري بطلب من إحدى الفتيات، واعترف الظنين بتأكيده لفتاة أخرى أنه دركي ويتحرك ضمن موكب الزيارات التي يقوم بها الملك لعدد من المدن المغربية. وفي سياق متصل، حجزت فرق التحقيق عددا من الفيديوهات، التي تم تحميلها من موقع»يوتوب»، وهي فيديوهات لأسامة بن لادن، وقام المتهم بوضعها في حسابه الخاص على «الفيسبوك»، قصد تعليق رواد الموقع الاجتماعي عليها، وأقر العريف بأنه كان معجبا بتجويد الآيات القرآنية على مقتل بن لادن. وكشف مصدر «المساء» أن العريف ورد على حسابه سؤال حول رأيه في محاكمة 23 عسكريا في قضية الاحتجاج على الأطعمة الرديئة، فرد عليه المتهم بعبارة «اللهم إن هذا منكر»، وأكد أنه ضد محاكمتهم في هذه القضية. وكان قاض بالمحكمة العسكرية الدائمة للقوات المسلحة الملكية، أكد في جلسة محاكمة العريف الأول، الأسبوع الماضي، أن عملية النشر على الموقع، تتطلب ترخيصا من رؤساء المتهم، وصرح دفاع الظنين بالنقض في الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية.