في ما يشبه العبث السياسي، أصدر حزب التقدم والاشتراكية بيانا يحمل بين سطوره غضبة محتشمة من ضعف التمثيلية النسوية في حكومة عبد الإله بنكيران، بعد أن شعر الحزب التقدمي بأنه يركب صهوة حكومة ذكورية، وأنه يتناقض مع ثوابت الحزب التي تجعل المساواة بين الرجل والمرأة إحدى الأولويات في المعارك النضالية. اهتدى نبيل بنعبد الله إلى صيغة لتلطيف الأجواء داخل التنظيم من جراء النظرات الحادة للمناضلات، فطالب بنكيران بإجراء تعديل حكومي، واستدراك الانطلاقة الخاطئة. تناقض الحزب التقدمي مرتين، أولاهما حين أخرج مناضلاته من معركة الاستوزار، وثانيتهما حين قبل الدوس على مبادئه وقبل التعايش السياسي مع حزب بمرجعية مخالفة. ورطة نبيل بنعبد الله تشبه، إلى حد كبير، ورطة حميد شباط الذي ووجه بفورة غضب نسائية في المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة الشغيلة، فقال في الجلسة الختامية إنه يعلق آماله على رئيس الحكومة الجديد كي يتدارك ضعف التمثيلية النسائية داخل الحكومة الجديدة، لينتزع تصفيقات النقابيات دون أن يغير التصفيق في الوضع شيئا. يطالب نبيل بنعبد الله بتعديل حكومي مستعجل والحكومة لم تحظ بثقة البرلمان بعد، بمعنى أنها لازالت لم تصبح حكومة فعلية، فهل يضحك الزعيم الشيوعي على نساء حزبه أم على الحركات النسائية بكل تلاوينها أم إن المشهد السياسي أصبح هذا هو طبعه الذي لا يمكن تغييره!؟