علمت «المساء» من مصادر عليمة أن القوات الملكية المسلحة كثفت، قبل أيام، وتيرة العمليات التي تقوم بها في إطار تقنية الاستمطار الاصطناعي، والتي تهدف إلى تخصيب السحب من أجل إسقاط الأمطار، بعد تأخر التساقطات المطرية مختلف مناطق المغرب. وحسب المصادر ذاتها، فإن الجيش، الذي يتكلف بتنفيذ عمليات الاستمطار الاصطناعي، بتنسيق مع مديرية الأرصاد الجوية وتقنيين مختصين بها، باشر عمليات الاستمطار الاصطناعي منذ شهر نونبر الماضي، بعد أن توصل بتقارير جوية من مديرية الأرصاد. كما قام بتكثيف عملياته قبل أيام، على أن تستمر إلى غاية شهر أبريل المقبل، مستعملا مضخات أرضية كبرى أو طائرات متخصصة ومزودة بعبوات محملة بمواد كيماوية تساعد في تخصيب السحب من أجل إنزال الأمطار. ووفق مصادر جيدة الاطلاع، فإن عمليات الاستمطار الاصطناعي، التي تتكلف بها وحدة خاصة في الدرك الملكي، بتنسيق معلوماتي مع مديرية الأرصاد الجوية، انطلقت بكل من بني ملال والحاجب وأزيلال، حيث تجري عادة عمليات تخصيب السحب بالمغرب، غير أن هذه العمليات واجهتها صعوبة، هذه السنة، تتمثل في غياب السحب المحملة بالأمطار، والتي يمكن تخصيبها. وأفادت المصادر ذاتها أن قوات الجيش المكلفة بإنجاز عمليات الاستمطار الاصطناعي والدعم اللوجيستيكي لها، في إطار برنامج يسمى «غيث» كان قد أطلقه الملك الراحل الحسن الثاني قبل سنوات، تبحث إمكانية تكثيف عمليات التخصيب الجوية عبر طائرات عسكرية خاصة، على اعتبار أن عمليات تخصيب السحب عبر مضخات أرضية تطلق غازات مخصبة لم يؤت أكله بسبب غياب السحب الممطرة أو علوها. ويأتي تكثيف عمليات الاستمطار الاصطناعي هاته تزامنا مع اشتداد مخاوف من ظهور بوادر جفاف بالمغرب، مما اضطر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للدعوة إلى إقامة صلاة الاستسقاء بمختلف مساجد ومصليات المغرب صباح أمس الجمعة، بعد تأخر سقوط الأمطار وظهور انعكاسات سيئة على الموسم الفلاحي.