يعاني سكان مدينة ابن سليمان من حصار وتلوث بيئي، بعد أن تحولت حدائق وأزقة وشوارع المدينة إلى أسواق وجوطيات يومية، حيث تم احتلالها من طرف الباعة المتجولين والفراشة، الذين يتاجرون في مواد استهلاكية جديدة أو مستعملة، لا تخضع لأدنى مراقبة صحية. ويتساءل العديد من سكان المدينة عن سبب عدم محاربة ظاهرة الباعة المتجولين التي استفحلت بعد نقل السوق الأسبوعي الأربعاء إلى الجماعة القروية الزيايدة، خصوصا أن هؤلاء الباعة يحتلون شوارع بأكملها داخل عدة أحياء سكنية مساء كل ثلاثاء وأربعاء. وبعضهم أصبح يستعمل عربات كبيرة لبيع الفواكه والخضر عبر التجوال داخل الأحياء السكنية. وعبر العديد من سكان أحياء السلام والحسني والفرح عن سخطهم الكبير من جراء إقامة سوق أسبوعية (الأحد) لا تحترم أدنى الشروط اللازمة، مشيرين إلى أن السوق عرقلت سيرهم، وحرمت بعض السكان من التنقل كل يوم أحد، وبعضهم قالوا إنهم اضطروا إلى حمل المرضى والنساء الحوامل على أكتافهم من أجل الوصول إلى سيارات الإسعاف. كما انتقدوا أصوات الأبواق التي يستعملها الباعة دون احترام للمرضى والشيوخ، ناهيك عن الروائح الكريهة الصادرة عن مخلفات الأسماك واللحوم المتعفنة والدجاج. وطالبوا بإجلاء السوق عن الأحياء السكنية وعن مدرسة السلام وإعدادية ابن تاشفين، اللتين حوصرتا بخيام الباعة وسياراتهم، بالإضافة إلى أن مجموعة من سكان أحياء السلام ولالة مريم والمحمدي والفرح والحسني... أكدوا معاناتهم مع الغزو اليومي للحيوانات الأليفة والضالة التي تقضي الليل في التجوال وتخريب الحدائق لتتحول المنطقة، بحسب وصفهم، إلى غابة للوحوش، كما قالوا إنه ما إن تغرب الشمس حتى تظهر قطعان الماعز والحمير والخيول والكلاب الضالة، تجول الأزقة والشوارع، باحثة عن كلأ داخل حدائق السكان، وما تبقى من حدائق المدينة المهملة من طرف المجلس البلدي، وحاويات الأزبال المنسية هنا وهناك.