استطاعت ثلاثة أحزاب فقط الحسم في لوائح مرشحيها للانتخابات البرلمانية المقبلة بدائرة القنيطرة، ووضعت قوائمها بشكل رسمي لدى المصالح المعنية. ويتعلق الأمر بكل من حزب التقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي وحزب العدالة والتنمية. وكان وكيل لائحة الاتحاد الاشتراكي توفيق لحلو أول من وضع ملف الترشيح لدى عمالة القنيطرة، متبوعا بالبرلماني عزيز رباح، القيادي في حزب المصباح، ثم نور الدين الكرديع من التقدم والاشتراكية. وتقدم حزب العدالة والتنمية بلائحته الرسمية للتنافس على المقاعد الأربعة المخصصة لدائرة القنيطرة، في غياب رشيد بلمقيصية، الكاتب الجهوي لحزب المصباح، الذي زكاه الجمع العام الإقليمي رابعا، قبل أن يقرر بلمقيصية التراجع عن الترشح في آخر لحظة ليفسح المجال للمستشارة الجماعية نجاة القادري التي تحظى بشعبية كبيرة بمنطقة سيدي الطيبي بفضل نشاطها الاجتماعي، وهي الخطوة التي قال العديد من الملاحظين إنها تدخل في إطار استراتيجية إخوان بنكيران لضمان تمثيليتهم في كبرى مناطق الدائرة لتقوية حظوظهم في الفوز بأكثر من مقعد وتكرار تجربة الاستحقاقات الماضية. ويبقى حزب الاستقلال المتضرر الأكبر من الحرب الدائرة بين المتنافسين على منصب وكيل اللائحة، بعدما أعلن كل من جواد غريب، رئيس بلدية سوق أربعاء الغرب، استقالته من الحزب والترشح باسم التجمع الوطني للأحرار، وخليل لحياوين، رئيس جماعة مهدية، الذي كشف أنه غادر رسميا حزب الميزان، احتجاجا على طريقة تدبير عملية اختيار وكيل اللائحة، التي وضعت بوسلهام الديش، رئيس جماعة المناصرة، على رأسها، محملا المسؤولية لعبد الله الوارثي، الكاتب الجهوي للحزب، الذي سبق له أن أدين بعقوبة حبسية لتورطه في ملف مرتبط بالفساد الانتخابي. وفي الوقت الذي زكى حزب المؤتمر الوطني الاتحادي محمد بلاط، عضو اللجنة الإدارية للحزب وكاتبه المحلي، لقيادة سفينة المؤتمر في هذه الاستحقاقات، قرر حزب المجتمع الديمقراطي، الذي تتزعمه زهور الشقافي، وضع ثقته في أصغر مرشح للانتخابات البرلمانية، ويتعلق الأمر بالشاب جمال اشعيب (30 سنة) الكاتب العام للمنتدى الدولي للصحافة المستقلة، ومدير جريدة تصدر من القنيطرة. ويلاحظ أنه بالرغم من أن العديد من الأحزاب الكبرى حسمت في وكلاء لوائحها، أغلبهم من الوجوه السياسية القديمة، فإن الضبابية وعدم الوضوح مازالا سيد الموقف بالنسبة لباقي المرشحين، خصوصا بعد تسرب أخبار تشير إلى دخول بعضهم في مساومات، بينهم زعيم حزبي اعتاد هندسة الخريطة السياسية بجهة الغرب الشراردة بني احسن برمتها. ويرى العديد من المهتمين بالشأن العام المحلي أن معظم الأحزاب، التي أعلنت مشاركتها في الاستحقاقات التشريعية بدائرة القنيطرة، لم تتحرر من أساليبها القديمة في تدبير ملف الانتخابات، وبدت كأنها في واد والأصوات المطالبة بتخليق الحياة السياسية في واد آخر، فبعض الأسماء المعروفة باستعمالها المال الحرام لشراء أصوات الناخبين هي نفسها تتنافس على الظفر بمقعد برلماني، رغم أن أحد هؤلاء لا يتعدى مستواه الدراسي الابتدائي، تؤكد المصادر نفسها.