قد تنجم عن الأنفلونزا مشاكل اقتصادية خطيرة. وقد تشهد المصحات والمستشفيات توافد المرضى القادمين من أجل العلاج خلال الفترات التي يصل فيها الوباء إلى أوج انتشاره. في البلدان المصنعة، تقترن الأنفلونزا بالعبء الاقتصادي الثقيل من حيث نفقات العناية وضياع أيام العمل أو المدرسة والاضطرابات الاجتماعية العامة وتراجع إنتاجية اليد العاملة. وتمثل التكاليف غير المباشرة للأنفلونزا 80 إلى 90% من مجموع النفقات وتنتج أساسا عن التغيب وانقطاع الأنشطة وتدهور الإنتاجية. في الولاياتالمتحدة، في 2004، قُدِّرت التكاليف المباشرة المرتبطة بالأنفلونزا ب2.2 مليار دولار، بما في ذلك حالات الاستشفاء والزيارات لدى الطبيب والعلاجات... إلخ. و8.8 ملايير دولار من النفقات غير المباشرة. لدى الراشدين غير الملقحين وفي صحة جيدة ما بين 50 و64 سنة، تَبيَّن أن الأنفلونزا مسؤولة عن 39% من مجموع أيام الانقطاع عن العمل لأسباب طبية و49% من انخفاض الإنتاجية لنفس السبب. في الولاياتالمتحدة، يضيع 44 مليون يومٍ من الإنتاجية سنويا بسبب الأنفلونزا، ففي فرنسا وألمانيا والولاياتالمتحدة، تتراوح النفقة السنوية لأوبئة الأنفلونزا بين مليون و6 ملايين دولار لكل 100.000 نسمة. تعد الأنفلونزا السبب الرئيس للأمراض التنفسية الحادة التي تتطلب عملية طبية، لأنها تمس جميع الأعمار، وقد تصيب نفس الشخص مرات عديدة. التلقيح: الوسيلة الأكثر فعالية للتخفيف من حدة الأنفلونزا من أجل تفادي نقل العدوى قدْر الإمكان، ينبغي على الأشخاص المصابين أن يغطوا الفم والأنف بواسطة منديل ورقيّ عند السعال أو العطس. كما أنه من الضروري غسل اليدين بشكل منظم. وإلى يومنا هذا، يظل التلقيح السنوي الوسيلةَ الأكثر فعالية لتجنب الإصابة أو مضاعفات المرض وتخفيف عبء المرض. فالتلقيح هامّ، خاصة بالنسبة إلى الأشخاص الذين قد تظهر لديهم مضاعفات خطيرة والأشخاص الذين يعايشون أو يرعون هؤلاء الأشخاص (أطفال أو من يعانون من أحد الأمراض المزمنة). تركز منظمة الصحة العالمية على أهمية توعية العموم بشأن الأنفلونزا ومضاعفاتها وتذكر بمنافع التلقيح ضد الأنفلونزا. وتعمل منظمة الصحة العالمية، في تعاون وثيق مع السلطات الصحية على الصعيد العالمي، من أجل الرفع من القدرات الوطنية والجهوية من حيث تشخيص الأنفلونزا ومراقبة المرض والاستجابة للأوبئة. في 2003، ناشد الجمع العام للصحة الدول الأعضاء تبنّي سياسات التلقيح ضد الأنفلونزا، الهادفة إلى توسيع التلقيح لدى جميع الأشخاص الذين يشكلون خطرا، بمن فيهم الأشخاص المسنون والذين يعانون من أمراض مزمنة (بهدف بلوغ تغطية 75% لدى الأشخاص المسنين في 2010) وتستهدف مراقبة الأنفلونزا والتقليص من عواقب المرض، وخاصة بتلقيح الأشخاص المسنين الذين يمثلون أكبر خطر الوفاة المرتبط بالأنفلونزا. وبالنسبة إلى المرضى الأكبر سنا، يمكن للتلقيح تقليص الاعتلال بنسبة 60% (الإصابات الخطيرة والمضاعفات) وبنسبة 80% من الوفيات الناجمة عن الأنفلونزا. يوفر التلقيح ضد الأنفلونزا حماية بنسبة 70 إلى 90% ضد المرض السريري لدى الراشدين في صحة جيدة في سن ما بين 18 و59 سنة، شريطة تطابق جيّد بين مضادات الجينات للقاح والفيروس أو الفيروسات المتداوَلة، فمنافع التلقيح ضد الأنفلونزا في هذه الفئة من الأشخاص الراشدين بصحة جيدة -بمن فيهم الطاقم الطبي- تبرر التكاليف، حيث تمنع التغيب وتراجع الإنتاجية، بالتقليص من وقع وعبء المرض.