مثُل أمس الأربعاء، للمرة الثانية، سبعة أشخاص في حالة اعتقال، أمام ابتدائية عين السبع بالدار البيضاء، بتهمة تزوير نتائج امتحانات الباكالوريا عن موسم 2010/2011. وكان خمسة أساتذة وطالب وموظف بشركة قد زوروا، حسب التهم الموجه إليهم، نتائج امتحانات أحد المرشحين للباكالوريا، وهو ابن قاض سابق بالدار البيضاء مقابل حصولهم على رشوة قيل إن قيمتها بلغت 20 مليون سنتيم. وقد اعترف المتهمون الرئيسيون الأربعة، وهم أستاذة مادة الفلسفة، وأستاذة مادة اللغة الفرنسية، وأستاذ مادة اللغة العربية، ومعيد ثانوية البارودي التأهيلية بنيابة عين السبع الحي المحمدي، بمشاركتهم في تزوير نتائج الامتحانات. كما اعترف أستاذ بالقطاع الخاص بأنه أجاب بدل التلميذ المترشح عن أسئلة مادة الرياضيات، واعترف أستاذ لمادة الفيزياء بالتعليم الثانوي بتزوير الإجابات في هذه المادة. ونفس الشيء بالنسبة إلى موظف بإحدى الشركات أقر بكونه أجاب عن أسئلة مادة علوم الحياة، إضافة إلى طالب مجاز في اللغة الإنجليزية أجاب عن أسئلة مادة الإنجليزية بدل التلميذ المرشح. وقد توصل التحقيق، الذي أنجزته الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، إلى أن المتهمين قاموا باستبدال الورقة التي كتب عليها المرشح أجوبته بورقة إجابة أخرى تحمل نفس الرقم السري للمرشح، وكتبوا عليها الأجوبة، الشيء الذي مكن المرشح (ابن القاضي السابق) من الحصول على نقط 20 على 20 في مواد الرياضيات و الفيزياء وعلوم الأرض. وقال المتهمون في محضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية إنهم استبدلوا الورقة الأصلية، التي كتب عليها المرشح أجوبته، والتي تحمل رقمه السري، بأوراق إجابات أخرى حرروها بأنفسهم وضمنوها إجابة مكنت المرشح من الحصول على نتائج غير متوقعة في المواد المشار إليها. وقد تم تفكيك لغز «التلميذ المتفوق» بعدما شك أحد الأساتذة المصححين في إجاباته عن أسئلة إحدى المواد العلمية، مما جعل لجنة الامتحانات تقارن بينها وبين أجوبته عن أسئلة الامتحان الجهوي ففوجئت بالفرق الشاسع بين مستوى الإجابتين، وبعد تعميق المقارنة تبين أن الأمر يتعلق بغش وتزوير في أوراق الامتحانات وفي الأجوبة. الشيء الذي خلصت معه لجنة المداولات يوم 2 يوليوز المنصرم إلى إعلان «رسوب المترشح بسبب لجوئه إلى الغش والتزوير». وكانت كاتبة الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي المكلفة بالتعليم المدرسي، لطيفة العابدة، قد قامت خلال يوليوز المنصرم بإعفاء مدير الثانوية التأهيلية البارودي بنيابة عين السبع الحي المحمدي، وإحالة ملف المتورطين في الغش والتزوير على النيابة العامة بعين السبع، التي أمرت الشرطة القضائية بالمعاريف بفتح تحقيق في الموضوع.