وجهت مجموعة من الجمعيات والتعاونيات العاملة في مجال الأركان رسالة شديدة اللهجة إلى المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر تحذر فيها من الأخطار التي تحدق بغابات الأركان بالشمال الشرقي لأكادير، بعد أن تم الترخيص من طرف المندوبية السامية وجماعة أمسكرود لإحدى الشركات باجتثاث ما يفوق 100 ألف شجرة أركان قصد بناء مقلع، وهو الأمر الذي يهدد مصدر عيش الساكنة بهذه المناطق التي تعتمد عليها في الرعي وكذا في جني ثمار الأركان الذي يساهم في تحسين دخل الساكنة القروية بفضل انتظامهم في العديد من الجمعيات والتعاونيات. كما وصف النسيج الجمعوي هذا القرار بغير الديمقراطي واللاإنساني، لكونه يهدد أكبر غابات مسكينة التي تصدر ما يفوق 40 بالمائة من مادة زيت أركان التي يتم تصديرها إلى الأسواق الوطنية والدولية. يأتي هذا في الوقت الذي تستعد فيه الشركة، التي حازت مساحة أرضية تقدر بمائة هكتار، لإنشاء المشروع الذي يعتبر مقلعا للمواد التي تدخل في صناعة الإسمنت، بعد أن وافقت عليه الجماعة القروية لأمسكرود في إحدى دوراتها. من جهته، أكد رئيس الجماعة القروية لأمسكرود على أن هناك مجموعة من السكان من الذين يمتلكون حقوق الانتفاع في هذه الغابة قد سبق لهم أن وافقوا على إقامة هذا المشروع مقابل تعويضات سيتم تحديدها لاحقا. وأشار إلى أن هذا المشروع، الذي أقيم في الجماعة، سيساهم في رفع مداخيل الجماعة، حيث يرتقب أن تصل مساهمة الشركة إلى ما يقارب 200 مليون سنتيم، وأفاد بأن عدد الأشجار التي تم اقتلاعها لا يتجاوز 12 ألف شجرة فقط. وفي السياق ذاته عبر مجموعة من الفاعلين الجمعويين والمتتبعين للشأن المحلي عن تخوفهم من طريقة تدبير هذا الملف، خاصة في ظل الغموض والتكتم الذي يلفه منذ بدأت الشركة بترتيب تواجدها على تراب الجماعة، كما استنكرت الجهات ذاتها التجاهل التام الذي واجه به رئيس الجماعة احتجاج مجموعة من الجمعيات التي نظمت وقفات احتجاجية أمام مقر الجماعة وهو الأمر الذي رفع درجة الاحتقان بين الطرفين. وتشير شهادة صادرة عن الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية إلى أن غابة «مسكينة» موضوع مطلب التحفيظ عدد 36878/09 الواقعة بالدراركة أنزا تكوين أمسكرود وادمين أقصري أورير عمالة أكادير إداوتنان تبلغ مساحتها 30730 هكتارا حسب التحديد المؤرخ ب03 يناير 1928 وهو تاريخ تحديد غابة «مسكينة من طرف الإقامة الفرنسية بالمغرب.