"دور الشباب في مناصرة حقوق الإنسان" موضوع الحلقة الأولى من سلسلة حوار القيادة الشبابية        واشنطن ترفض توقيف نتانياهو وغالانت    وفاة ضابطين اثر تحطم طائرة تابعة للقوات الجوية الملكية اثناء مهمة تدريب    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره    أمن البيضاء يوقف شخصا يشتبه في إلحاقه خسائر مادية بممتلكات خاصة    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال في مطار الجزائر بعد انتقاده لنظام الكابرانات    الحكومة تُعزز حماية تراث المغرب وتَزيد استيراد الأبقار لتموين سوق اللحوم    رسميا.. اعتماد بطاقة الملاعب كبطاقة وحيدة لولوج الصحفيين والمصورين المهنيين للملاعب    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    يخص حماية التراث.. مجلس الحكومة يصادق على مشروع قانون جديد    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    الجديدة.. الدرك يحبط في أقل من 24 ساعة ثاني عملية للاتجار بالبشر    إتحاد طنجة يستقبل المغرب التطواني بالملعب البلدي بالقنيطرة    برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس من رئيسة مقدونيا الشمالية بمناسبة عيد الاستقلال    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا        وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    مشاريع كبرى بالأقاليم الجنوبية لتأمين مياه الشرب والسقي    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المساء تكشف أسرار العلاقة بين العدالة والتنمية المغربي والعثمانيين الجدد في تركيا
أبناء قياديين في الحزب يدرسون في تركيا والتقارب المذهبي مع الإسلاميين الأتراك قاد إلى تبادل المنافع
نشر في المساء يوم 10 - 10 - 2011

ما هي طبيعة العلاقة التي تربط حزب العدالة والتنمية المغربي بنظيره التركي؟.. قياديون من الحزب الإسلامي في المغرب يزورون بلاد أتاتورك باستمرار،
وأبناؤهم يدرسون حاليا في إسطنبول ويقيمون في منازل جماعة «النور» النورسية. زعماء في حزب «المصباح» يؤسسون جمعيات ثقافية واستثمارية مشترَكة مع الأتراك، أتباع بديع الزمان سعيد النورسي، وآخرون يتوسطون لهم لإقامة مشاريع في مدن مغربية.
هل هذه الأمور كلها مجرد صدف؟ ما حقيقة الارتباط الفكري والروحي بين العدالة والتنمية وجماعة «النور» النورسية؟ ما هي مشاريع الحركة النورسية في المغرب؟ ماذا يفعل قياديو الحزب وأبناؤهم في تركيا؟ وما علاقة الشركات التركية الناشطة في المغرب بهم؟
بين العدالة والتنمية المغربي ونظيره التركي تنسيق دبلوماسي على مستوى رفيع، رغم نفي قيادات الحزبين ذلك. فقد أكدت مصادر «المساء» أن زعماء في حزب العدالة والتنمية ينظمون، بشكل متكرر، زيارات إلى تركيا، خاصة منهم الذين يتابع أبناؤهم دراساتهم هناك. كما أن العديد منهم شوهدوا، غير ما مرة، في مطار إسطنبول.
وعلى مدى تسعة أيام، وتحديدا من 17 إلى 26 يوليوز من السنة الماضية، حل وفد من حزب العدالة والتنمية بمطار إسطنبول، في زيارة سياحية، تم خلالها الالتقاء بعدة مسؤولين في حزب أردوغان، في إطار دبلوماسي رسمي.
ترأس وفدَ العدالة والتنمية عبد الحق السطي، الكاتب الإقليمي للحزب في جهة فاس -تاونات والحسيمة، بينما تكفل إدريس بوانو، عضو الشبيبة للحزب والخبير في العلاقات بين الحزب وتركيا، بتنسيق هذه الرحلات وبالإشراف على اللقاءات السياسية، بحكم أنه يتوفر على وكالة سياحية في تركيا وتجمعه علاقات وطيدة بقياديي حزب العدالة والتنمية في هذا البلد.
كما اجتمع قياديو العدالة والتنمية بنظرائهم في الحزب الإسلامي التركي في المقر المركزي في إسطنبول، وفي مقدمتهم نائب رئيس حزب «العدالة والتنمية» التركي، إلى جانب أعضائه، الذين يرأسون ثلاث بلديات في العاصمة إسطنبول.
«المساء» حققت في سر هذه العلاقة بين العدالة والتنمية و«العثمانيين الجدد» وتوصلت إلى معطيات مثيرة تعرضها في هذا التحقيق.



رجب طيب أردوغان.. كيف هيأ للنورسيين دخول المغرب؟
استهدفت الدولة التركية العلمانية الحركة النورسية الدينية، التي تربطها بالعدالة والتنمية، المغربي، صلات فكر وتنسيق، منذ بدايتها. اعتُقِل مؤسِّسُها، بديع الزمان سعيد النورسي، مرارا، بل إن السلطات التركية عمدت إلى نبش قبره وانتشال جثته ونقلها إلى مكان مجهول. اختار فتح الله كولن، ناشر الحركة عبر العالم وفي المغرب المنفى في لولايات المتحدة الأمريكية، التي يقيم فيها قصد العلاج. وقد اعتبر مدير الأمن السابق في تركيا أن الحركة النورسية تشكل تهديدا لتركيا.
استمر هذا الوضع حتى سطع «نجم» رجل أصبح يلقب ب«حامل لواء العثمانيين الجدد»، رجب طيب أردوغان. فقد سهر هذا الرجل على ضمان ممارسة الحركة النورسية، التي ألهمت حتى حزب العدالة والتنمية، التركي، نشاطَها بمنتهى الحرية في تركيا، الأمر الذي هيّأ لها إقامة مشاريع تربوية واستثمارية همت إقامة مدارس حتى في المغرب.
سهّل أردوغان، كما يكشف مدير الأمن التركي السابق في مذكراته، على النورسيين حتى اختراق الجيش التركي، ذي التوجه العلماني، كما أتاح لهم تنظيم خطط لمحاصرة المعارضة الداخلية في تركيا.
ساهم هذا الحراك في بروز أردوغان في الساحة الدولية، خاصة مع الربيع الديمقراطي العربي، وهيّأ له فرصة التقرب من «ثوار» دول عدة، بما في ذلك المغرب، حيث ينتظر أن يلتقيه، في شهر أكتوبر، قياديون من حركة 20 فبراير، بتنسيق من حزب العدالة والتنمية، ممثلا في عضو أمانته العامة، عبد العالي حامي الدين.


عبد الرحيم وطاس.. المحرك الاقتصادي
عبد الرحيم وطاس، رجل خلق جدلا واسعا في منتصف السنة الجارية بعد مغادرته حزب العدالة والتنمية صوب التجمع الوطني للأحرار. ويشغل وطاس حاليا منصب نائب عمدة مدينة الدار البيضاء، وهو مكلف بملف علاقة مجلس المدينة مع تركيا.
اعتُبِر وطاس الذراع الاقتصادي لحزب العدالة والتنمية في تركيا، فالرجل تربطه علاقات وطيدة برجال أعمال أتراك، ينتمي بعضهم إلى جماعة النور النورسية. بدأ عمل وطاس، الفعلي، مع الأتراك بعد تسليمه تفويضَ تدبير علاقات مجلس مدينة البيضاء مع آسيا، وبينها تركيا. وبحكم علاقاته، تَمكّنَ وطاس من تشييد «طريق سيار» ربط بين تركيا والدار البيضاء، ومرت عبره، طيلة السنتين الماضيتين، عدة شركات مملوكة للنورسيين، ظفر بعضها بصفقات كبرى، بينما لم تتمكن أخرى من الحصول على موطئ قدم.
تسير المجازرَ الجديدة في الدار البيضاء، والتي تزود العاصمة الاقتصادية وحتى مدنا أخرى باللحوم الحمراء، شركة تركية تسمى «Unluer Maroc»، يديرها طبيب أطفال تركي، ولها علاقة بالنورسيين، كما يكشف مصدر «المساء». تمكنت هذه الشركة من دخول المغرب عن طريق عبد الرحيم وطاس، الذي كان هو من ترأس وفد مجلس المدينة إلى تركيا من أجل التعاقد مع الشركة، كما سبق أن أوضحنا.
سيتدخل وطاس، مرة أخرى، لتمهيد ظفر شركة «يابي ميركيزي» (yapi merkezi) التركية للظفر بصفقة إنجاز البنية التحتية اللازمة لترامواي الدار البيضاء. ذهب الأمر إلى أبعدَ من ذلك، ففي بداية سنة 2010، شرع مُسيّرو مجلس مدينة الدار البيضاء في بلورة خطة تواصلية للمجلس. تجلّت الخطة في تكليف شركة تواصل بإعداد الموقع الإلكتروني الخاص بمجلس المدينة ومجلة دورية تعرض أنشطة المجلس وبإنتاج فيلم وثائقي ضخم حول الدار البيضاء. الميزانية التي كان مزمعا تخصيصها لهذا المشروع هي 700 مليون سنتيم. هنا، تدخّلَ وطاس، من جديد، حسب ما أكد مصدر موثوق ل«المساء»، من خلال اقتراح إبرام العقد مع شركة تركية للتكلف بهذه المهمة.. لم تكتمل الخطة التواصلية ولم تتمَّ الصفقة، في نهاية المطاف... كشف محمد ساجد، في إحدى الجلسات الخاصة، «المستور» وخاطب نائبه وطاس، وهو يمزح، قائلا: «العمل الذي كانت الشركة التي استقدمْتَها ستقوم به مقابل 700 مليون سنتيم، يتم الآن دون كلفة كبيرة»...
استقت «المساء» هذه المعطيات من مصادر متعددة تطابقت معلوماتها بشكل تام، غير أن لعبد الرحيم وطاس وجهة نظر أخرى... اتصلنا بوطاس وأكد أنْ لا علاقة له بدخول الشركات التركية إلى الدار البيضاء، موضحا أنه لم يعد مكلَّفا بالعلاقات مع تركيا. وأبرز وطاس، أيضا، أنه لم يرأس وفد مجلس البيضاء، الذي انتقل إلى تركيا لمفاوضة شركات تركية، موضحا أن نور الدين بركاع، عضو المجلس، عن الاتحاد الدستوري، هو من تكلَّف بهذه المهمة.
وذكر وطاس، في حديثه مع «المساء»، أن الشركات التركية المشتغلة في المغرب الآن بدأت عملها في سنة 1994، مبرزا أنه لا تربطه علاقات بأتراك، «باستثناء مشاركتي في زيارات لبلدية إسطنبول وملاقاتنا مسؤولي 25 شركة تركية تابعة للبلدية، بحكم أن الشركات كلها في إسطنبول تكون تابعة للبلدية، فإنه لا واحدة من هذه الشركات بدأت استثمارات في المغرب»، يوضح وطاس، مردفا أن ما تم مؤخرا، وبالضبط في 2009، هو توقيع اتفاقية توأمة بين الدار البيضاء وإسطنبول.



بديع الزمان النورسي.. زعيم تركي في المغرب
بديع الزمان سعيد النورسي عالم دين تركي أتى من قرية «نورس» في شرق الأناضول في تركيا، سنة 1877، ليكتسح العالم بدعوته. الحديث عنه في المغرب منحصر على مجموعة من المفكرين وعلى قياديي الحركات الإسلامية، الذين اتخذوا فكره وسيلة لوضع خطواتهم الأولى في الطريق إلى الدعوة والسياسة في المغرب.
بدأ الأمر بالشبيبة الإسلامية، مهْد حزب العدالة والتنمية، بعد أن أظهر قياديوها، بمن فيهم عبد الكريم مطيع، تأثرا بالنورسي وبفكره. ورغم أن هذا الرجل توفي في سنة 1960، فإنه ما يزال يُذكَر في المغرب، الذي يبعد بكيلومترات عديدة عن تركيا.
في 13 و14 مارس 2008، اجتمع 20 شخصا، ضمنَهم أساتذة وباحثون في كلية الشريعة في أكادير، لمناقشة موضوع ظل يستأثر باهتمام أتباع الحركة الإسلامية في المغرب، ويتعلق الأمر ب«فقه المقاصد والحِكَم في فكر بديع الزمان سعيد النورسي». همّت المناقشة مداخلَ أساسية في فكر الجماعة النورسية، وهي التوحيد والنبوة والحشر والعدالة والعبادة وحكم القرآن، وفق ما ورد في «رسائل النور»، التي ألّفها سعيد النورسي، والتي تعد بمثابة مرجع لإسلاميي المغرب.
بعدها بأيام، وبالضبط في 17 و18 و19 دجنبر 2008، انعقدت في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الحسن الثاني «عين الشق» في الدار البيضاء محاضرة تطرقت لموضوع «منهج بديع الزمان النورسي في تفسير القرآن». وقد حضر المحاضرةَ حشدٌ غفير، بينهم أبناء منظمة التجديد الطلابي، المقرَّبة من حزب العدالة والتنمية ومن حركة التوحيد والإصلاح.



فريد الأنصاري.. «كلمة السر»
«فريد الأنصاري»، كلمتان كافيتان لحل الشفرة بين تركيا والعدالة والتنمية. فقد شكّل هذا الرجل، الذي ألهم زعماء الحزب الإسلامي المغربي وقضى معظمَ فترات حياته متنقلا بين تركيا والمغرب، قناة عبور للنورسيين إلى المغرب، حيّا وميتا. كيف ذلك؟ إلى جانب تأثر الراحل فريد الأنصاري بسعيد النورسي وفتح الله كولن، الزعيمين الأبديين للطائفة النورسية، فإن صلة وصل غريبة وطّدت علاقتَه بهذه الجماعة. يتجلى ذلك في إصابته بمرض السرطان، الذي اضطره إلى المكوث في تركيا للعلاج في مصحة خاصة، وهي مصحة «سماء» في العاصمة إسطنبول، والمملوكة، أيضا، للنورسيين، حسب ما أسرّه مصدر «المساء»، على اعتبار أن طائفة النورسيين تعنى بمجال الصحة عنايتَها بالتعليم والتربية. سنتين بعد صدور روايته حول بديع الزمان النورسي، ولحظات بعد انتهائه من كتابة مؤلف حول الزعيم النورسي، فتح الله كولن، سيلاقي الأنصاري أجَله في مصحة «سماء»، في 5 نونبر من السنة الماضية، كما تكشف شهادة وفاته ، التي تتوفر «المساء» على نسخة منها، والمحرَّرة في تركيا والموقعة من طرف زوجته.
في هذه اللحظة، حصل خلاف بين العدالة والتنمية والنورسيين الأتراك. تمثّلَ ذلك في رفض النورسيين نقل جثمان فريد الأنصاري إلى المغرب ورغبتهم في دفنه، بينهم، في إسطنبول، بدعوى أنهم هم الذين احتضنوه وأثّروا في فكره وفي توجُّهاته. وكشف مصدر «المساء» أن قياديين في العدالة والتنمية كلفوا الطالب محسن أبو الربيع، ابن القيادي عبد العالي أبو الربيع، بإتمام إجراءات نقل الجثمان إلى المغرب، إلا أنه وُوجِه بعدة عراقيل في مطار إسطنبول، إذ رفضوا تسليمه تصريحا بالنقل، في الوقت الذي كانت شهادة وفاته قد حُرِّرت في تركيا. بعد تسرُّب خبر الصراع حول الجثمان، تدخلتَ جهات عليا لإتمام إجراءات النقل، ليُدفن الأنصاري في مقبرة الزيتون في مكناس.
وأكدت مصادر «المساء» أن حضور الزعماء النورسيين كان حاشدا أثناء مراسم التشييع والدفن، إذ حضر كل من المسؤول عن مجموعة مدارس «محمد الفاتح»، وفيرمان أوروغلو، المسؤول البيداغوجي في شركة «نيلوفر».
مر شهران على وفاة الأنصاري، فبادر الأتراك إلى تنظيم حفل تأبين كبير، في فندق في البيضاء. أشرفت على التأبين إدارة مجلة «حراء»، التركية العلمية الثقافية الفصلية، ذات التوجه النورسي، والتي يوجد مقرها في القاهرة.
كان من بين الحضور نوزاد صواش، مدير مجلة «حراء»، التي تباع في المغرب. كما حضر التأبينَ، أيضا، مدير مصحة «سماء»، التي توفي فيها الأنصاري.
وحضر حفل التأبين قياديون في العدالة والتنمية ومقرَّبون منه.



فتح الله كولن.. النورسي الذي «فتح» المغرب
إلى هذا المفكر الإسلامي يعود فضل نشر الفكر النورسي في العالم، بنقله من «كليات رسائل النور» وكتب بديع الزمان سعيد النورسي إلى العمل الحركي. تأثر كولن بالفكر النورسي، المرتبط بنشأته، منذ ولادته سنة 1941، وسط أسرة تركية متديِّنة. حفظ القرآن وعمره لا يتجاوز 14 سنة، وتَمكَّن من ختمه في شهر واحد، و«شرب» الفكر النورسي إلى درجة أنه أضحى أقوى منظريه وناشريه عبر العالم.
تركّز توجُّه محمد فتح الله كولن على نشر الدعوة النورسية عبر العالم. تمثلت طرق ذلك في الصحة والتعليم، عبر بناء مستشفيات ومدارس عبر العالم. حث كولن رجال الأعمال النورسيين، كذلك، على إقامة مشاريع في جميع أصقاع الدنيا، بما في ذلك المغرب، بل إنه خص المغرب، إلى جانب تونس، ب«توصية» لأتباعه، إذ حثهم على تركيز جهودهم في هذين البلدين في شمال إفريقيا وعلى إقامة مدارس فيهما وعلى تنظيم بعثات تضُمّ طلبة مغاربة يُنتقَوْن بعناية لمتابعة دراستهم في تركيا، بدعم من الحركة النورسية، رغم أن هيأة التعليم العالي في تركيا قضت بعدم الاعتراف بالشهادات العلمية التي تمنحُها مدارس فتح الله كولن. كانت القنوات التي تَمكَّن من خلالها أتباع كولن من الدخول إلى المغرب وتونس عبر الحركات الإسلامية، وتجلى ذلك في حزبي «النهضة» في تونس، و«العدالة والتنمية» في المغرب.



إدريس بوانو.. الدينامو التركي المغربي
فتحت فترة دراسة هذا القيادي في العدالة والتنمية في تركيا أبواب الاطّلاع على تجربة حزب العدالة والتنمية التركي وربط علاقات خاصة مع الأتراك، النورسيين بالأساس.
إضافة إلى هذه المعطيات، وفضلا على امتلاكه شركة سياحية في تركيا وتكليفه بانتقاء الطلبة المبعوثين إلى جامعات تركيا، فإن بوانو هو المسؤول عن اللجنة الدولية للحزب، التي يرأسها سعد الدين العثماني، الأمين العام السابق للعدالة والتنمية.
أنشئت هذه اللجنة، أساسا، لتحريك القنوات الدبلوماسية للعدالة والتنمية مع دول أخرى، خاصة تركيا، التي تعد البلد الأكثر حضورا في الأجندة الدولية لإخوان بنكيران. وإذا كان إدريس بوانو، عضو المكتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، ينشط، بالدرجة الأولى، في أكادير، فهذا يبرر أن أول مقترَح له حظي باستجابة المسؤولين الحزبيين في العدالة والتنمية التركي هو أن يقود مستشارون جماعيون في حزب العدالة والتنمية في جهة سوس -ماسة -درعة الزيارة الدبلوماسية المقبلة إلى تركيا.
لا يتوقف عمل بوانو عند هذا الحد، بل يشمل ربط جسور تواصل بين الباحثين المغاربة، المقرَّبين من العدالة والتنمية والأتراك، من خلال المشاركة في العديد من الندوات والمحاضرات المشترَكة.
إلى جانب ذلك، ساعد بوانو الجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة والفنون، في شهر فبراير من السنة الماضية، من أجل التنسيق مع جمعيات مغربية لحماية اللغة العربية، من أجل توقيع شراكات واتفاقيات تقضي بإيفاد أساتذة للغة العربية إلى تركيا، من أجل تعليم هذه اللغة ونشرها في أوساط الأتراك...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.