يخطئ العديد من الناس ولا يُفرّقون بين أنواع الدهون، فيعتقدون أن الدهون والزيوت خطيرة بشكل عام. إلا أن هناك، في الواقع، دهونا جيدة تحتوي على الأحماض الدهنية غير المشبَعة أو الأحادية، ويأتي في مقدمة الأغذية المكسرات، ورغم أنها تحتوي على نسبة من الدهون، فإنها تحتوي على دهون مفيدة، حيث إنها تحمي القلب، وهذا ما تشير إليه الأبحاث العلمية، التي أظهر أحدُها أن للمكسرات دورا في الحد من أخطار أمراض القلب، إذ خفّضت معدل الإصابة بأكثر من النصف. ويرجع ذلك إلى أن السبب هو المحتوى العالي للمكسرات من الأحماض الدهنية (الدهون المفيدة). كما أن إضافة الجوز إلى الغذاء قد خفّض معدل الكولسترول الضار. وبدون خفض معدل الكولسترول بشكل عام، فإن للمكسرات العديد من الفوائد، حيث إنها من الأغذية التي تحتوي على نسبة جيدة من الألياف الغذائية، قد تصل إلى أكثر من 3 في المائة، ولذلك فإن لها تأثيرا جيدا على الصحة، لأن الألياف الغذائية ترتبط بالحد من العديد من المشاكل، مثل علاج القولون وخفض الكولسترول والدهون الثلاثية. كما أن الألياف تحتوي على العديد من مضادات الأكسدة والفيتامينات، مثل فيتامين «ه»، ولذلك فإنها تلعب دوراً أساسيا في الحد من أمراض تصلب الشرايين وأمراض القلب. كما تشير الأبحاث إلى أن للمكسرات فائدة في الحد من الشعور بالجوع، فلا يجب ترك المعدة فارغة بشكل مستمر، لأن ذلك سيؤثر على سلامتها من القرحة وعلى مدى تأثير العصارة المعدية عليها، لذلك يُنصَح بتناول كمية مناسبة من المكسرات، في حدود قبضة اليد، فلذلك تأثير جيد على الصحة، وسيكون لهذه الكمية من المكسرات تأثير على الحد من الجوع. وقد يكون هذا التأثير المباشر للمكسرات على الحد من الجوع أحدَ الأسباب المؤثرة على إنقاص الوزن، ولكنْ يجب أن تكون المكسرات بكميات مناسبة، دون إسراف، لأن الإسراف قد يؤدي إلى زيادة السعرات الحرارية. كما أن المكسرات تحتوي على نسبة جيدة من البوتاسيوم، الذي يعتبر عنصرا مُهمّاَ جداً لنشاط العضلات، وخصوصا عضلة القلب، والتي يحميها ويقويها، إذ يحتوي اللوز على أكثر من 750 مليغراما من «البوتاسيومّ. كما تحتوي المكسرات على بعض العناصر الغذائية الأساسية، مثل الحديد والكالسيوم، لذلك فإن المكسرات مهمة كذلك الأطفال والحوامل، لأنها تُعطيهم كمية مناسبة من هذين العنصرين، اللذين يسببان مشاكل عندما ينخفضان في الدم، مثل فقر الدم وهشاشة العظام، لذلك فإن إدخال كميات مناسبة من المكسرات في غذاء جميع شرائح المجتمع أمر مطلوب ومفيد، للحد من العديد من المشاكل، مثل أمراض القلب وكذلك علاج للجهاز الهضمي وإمداد الجسم بالعديد من العناصر الأساسية وبمضادات ا لأكسدة، التي تحمي الجنين من الجذور الحرة (المواد المؤكسدة) مما يجعل الأعضاء في نشاط دائ. وتشير الدراسات الحديثة من التغذية إلى أهمية المكسرات ليس كأغذية وحسب بل كعناصر شفائية فمحتواها من المعادن يفوق كافة ما تحتويه أي فاكهة، مثل الفسفور المفيد لتغذية المخ والعظام، والكبريت والبوتاسيوم فالبندق مثلا عنصر غذائي هامّ، لتنشيط العمل الوظيفي لمخ العظام في الجسم وعنصر شافٍ بالنسبة إلى الأطفال المصابين بفقر الدم الحاد. وننصح بتناول المكسرات لأسباب نُلخّصها كالتالي: لا تُكوّن المكسرات أحماض البول (البواليك) في الجسم، والتي تسببها اللحوم. حمض البوليك سبب لكثير من الأمراض، مثل أمراض المفاصل المختلف. وتكاد المكسرات تكون خالية من الجراثيم الضارة الموجودة في اللحوم، وخاصة في فصل الصيف، وتؤكل نيّئة ولا تفقد شيئا من عناصرها بسبب الطبخ مثلا. الدهون الموجودة في المكسرات غير مشبعة، لذلك فضررها قليل جدا نسبة إلى اللحوم والحمية على المكسرات والفواكه الطازجة نافعة، في علاج العديد من الأمراض، إلا أن هناك عيبا واحدا في المكسرات هو أنها لا تلائم البدنيين، أي المعرَّصين لداء السمنة. محمد أحليمي rf.evil@teiddem أخصائي في التغذية