نجا حوالي 50 راكبا كانوا على متن حافلة للنقل الحضري بأعجوبة من كارثة حقيقية كان من الممكن أن تودي بحياتهم أو تسبب لهم إصابات بليغة في حادث سير، بعد أن «اخترقت» الحافلة التابعة لشركة حافلات «النور» في وجدة الجدار الخارجي لمحيط كلية الطب والصيدلة في وجدة، حيث خلّف الحادث 18 جريحا نُقلوا كلُّهم إلى مستعجلات المركز الاستشفائي في وجدة لتلقي الإسعافات الضرورية. ووقع الحادث، حسب شهود عيان، في حدود الساعة الثانية والنصف بعد زوال الجمعة الماضي، حين حاول سائق الحافلة التي تؤمّن الخط رقم 20 الرابط بين «حي التقدم» وحديقة «للا عائشة»، المارّ عبر شارع محمد الخامس ثم شارع محمد السادس وشارع الفجر، قادما من حي «ليزيريس»، تجنب الاصطدام بإحدى السيارات الخفيفة القادمة في الاتجاه المعاكس من حي «ليزيريس»، عند ملتقى الطرق في الزاوية الخلفية لكلية الطب والصيدلة، ليصطدم بسيارة ثانية خفيفة تسوقها سيدة، قبل أن يفقد السيطرة على الحافلة وتتوجه بقوة نحو الجدار وتخترقه، حيث تجاوز نصفها وسط ساحة الكلية، فيما بقي النصف الخلفي خارجها. وقد كان على متن الحافلة الجديدة التي لم يمرَّ على استعمالها إلا أيام قليلة، حوالي 50 راكبا، معظمهم من الطلبة والتلاميذ والتي كانت متوجهة إلى وسط المدينة، أصيب منهم 18 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة، اثنان منهم وصفت حالتهما ب«الحرجة»، السائق الذي أصيب في البطن والحوض بسبب قوة الصدمة وطالبة أصيبت بكسور في الذراع، كما خلف الحادث هلعا كبيرا وسط الركاب والمواطنين من المارة وساكنة الأحياء المجاورة، كما نتج عنه إتلاف واجهة الحافلة وزجاج نوافذها وواجهة السيارة الخفيفة وشبكة الماء الصالح للشرب، التي تزود الكلية والجدار المخترَق. ومباشرة بعد علمها بالحادث، انتقلت إلى عين المكان عناصرُ الأمن المكلفةُ بحوادث السير وفتحت بحثا وحررت محاضر في الموضوع. يشار إلى أن ملتقى الطرقات مسرح الحادث يعتبر من أخطر الأماكن في ما يتعلق بحوادث السير ويفتقر إلى علامات التشوير والأضواء المنظمة لحركة السير والمرور.