أسفر هجوم مباغت بالحجارة والعصي والهراوات والمقالع اليدوية، نفذه مساء السبت الماضي حوالي 20 شخصا من الرعاة الرحل المستقرين بدوار «أبحري» بجماعة بونعمان وضواحيها بإقليم تيزنيت، عن إصابة شخصين على الأقل بجروح وكدمات في مختلف أنحاء الجسم، بينهم مستشار جماعي بِقَرَوِيَّة «بونعمان» أصيب في الرأس بجروح متفاوتة، وشخص مسن أصيب هو الآخر في الرجل. كما تلقى خليفة القائد بجماعة بونعمان سيلا من الضربات في مختلف أنحاء جسمه من بعض المهاجمين، ولم يتمكن من الإفلات منهم إلا بعد منعهم من قبل زملائهم الذين تعرفوا عليه، وتنبيههم إلى أن المعني يشتغل خليفة لقائد المنطقة، كما أسفر الهجوم عن تكسير زجاج سيارة واحدة، وعدد من أبواب المنازل بالدوار، وإصابة عدد من النساء والأطفال بالهلع والخوف على أرواحهم وممتلكاتهم وفلذات أكبادهم. جاء ذلك عقب وقفة احتجاجية نظمها صباح السبت سكان دوار «أبحري» ومختلف الدواوير المتضررة من تفشي ظاهرة الرحل بالمنطقة (دواوير: أكادير إزدار، أكادير أوفلا، بوالوس، سيدي داوود... وغيرها)، للاحتجاج على استمرار الاعتداءات على ساكنة المنطقة وممتلكاتها، كان آخرها ما تعرض له فاعل جمعوي بالمنطقة من ضرب من قبلهم، أسفر عن إصابته بجروح وتكسير نظارته الطبية ومصادرة هاتفه النقال، كما جاء على بعد أيام قليلة من طرد بعض أفراد القوات المساعدة بجماعة «أكلو» الذين حاولوا منع الرحل من الاحتكاك بالساكنة المحلية بعد تأزم علاقتهم بالساكنة، كما جاء عقب تشكيل لجنة حوار محلية مكونة من خليفة القائد ورئيس الجماعة ومستشار جماعي واثنين من رجال الدرك وبعض المتضررين، من أجل التفاوض مع الرحل وإقناعهم بالرحيل عن محيط الدواوير المتضررة، لكن الرعاة – وقبل بدء عملية التفاوض- فاجؤوهم بالرشق بالحجارة، ما أدى إلى حالة من الفوضى التي لم يتمكن معها المعنيون من تهدئة الموقف إلا بصعوبة بالغة. وأثناء الزيارة الميدانية التي قامت بها «المساء» إلى عين المكان، شدد السكان على ضرورة توفير الأمن للساكنة المحلية، خاصة بعد ورود أنباء عن احتمال تنفيذ هجوم آخر ليلي على مساكنهم، بعد إحضار الرعاة لتعزيزات إضافية من مناطق مختلفة بالإقليم، مكونة مما يناهز 15 سيارة من نوع «لاندروفير»، كما عاينت الجريدة بعض الأسر التي رفضت المبيت بدوار «أبحري» مخافة الهجوم عليها كما حدث في أوقات سابقة بمناطق مجاورة لهم. وارتباطا بموضوع اعتداءات الرحل على الساكنة، وجه أسكاوي عمر، شكاية بالاعتداء والهجوم على ملك الغير من طرف أحد الرعاة، إلى وكيل الملك بابتدائية تيزنيت، ملتمسا منه تسجيل شكايته وإجراء بحث مع المشتكى به وإحالته على المحكمة لمعاقبته وفق القوانين الجاري بها العمل، كما التمس حفظ حقه في الإدلاء بطلباته المدنية في الوقت المناسب، وأضاف المتضرر قائلا، في الشكاية التي تتوفر «المساء» على نسخة منها، «إن المشتكى به من الرحل المتجولين الباحثين عن الكلأ والعشب لماشيته، ويمتلك حوالي 7 آلاف رأس من الأغنام، وحوالي 100 رأس من الجمال، كما يزور المنطقة كل سنة، ويستقر بجوار دوار إدبنسالم بجماعة سيدي عبد الله أوبلعيد بجماعة آيت الرخاء، وفي المدة الأخيرة أتت ماشيته على الأخضر واليابس وأفسدت غلة الهرجان البالغ قدرها 2000 عبرة كما أفسدت أشجار الصبار»، مشيرا إلى أنه تقدم بعدة شكايات إلى السلطات المحلية دون جدوى.