اعتقلت مصالح مكافحة الإرهاب الإسبانية في بلدة «لالينيا»، المحاورة لجبل طارق، في السابعة صباحا من يوم أول أمس، شابا مغربيا يدعى عبد اللطيف أولاد الشيبة ويبلغ من العمر 37 سنة، للاشتباه في صلته بالإرهاب وبتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي».
«اسمي العبقري ومهنتي منجم. أنا ضد العلاج باستعمال السحر الأسود، لكنني أقرأ الطالع وأوراق الكوتشينة وبإمكاني حل مشاكلكم العاطفية أو الشخصية. أسهّل عليكم عملياتكم التجارية وأستطيع ربط التواصل مع أحبائكم في العالم الغيبي»... بهذه العبارات التي تتصدر خمس لافتات صغيرة مثبتة في مدخل إقامة المغربي المعتقل، كان أولاد الشيبة يستقبل زبنائه الإسبان والمغاربة من الذين يؤمنون بقراءة الطالع والتنجيم. لا أحد من جيران المغربي المعتقل يصدق أن هذا الشاب له علاقة بالإرهاب، لكن بلاغ وزارة الداخلية الإسباني أكد أن اعتقاله جاء بناء على قرار قاضي المحكمة العليا الإسبانية، فرناندو أندريو، بتهمة قيامه بأعمال تحث على «الدعوة إلى الإرهاب» من خلال الأنترنت.
وأشار البلاغ إلى أن هذا المغربي كان يقوم بأعمال الاستقطاب والتجنيد لارتكاب أعمال إرهابية، فضلا على طباعة وتوزيع منشورات لها صلة بأنشطة إجرامية للتحريض على ارتكاب هجمات إرهابية وأنه يدير موقعا إلكترونيا على شبكة الأنترنت مخصص لتوزيع وبث بلاغات ومنتجات إعلامية تعدها منظمات إرهابية كبرى ذات صلة بتنظيم القاعدة، فضلا على تجنيدها واستقطابها أعضاء جددا. وأشار المصدر ذاته إلى أن عبد اللطيف أولاد الشيبة سبق أن تم طرده من الأردن بسبب «أنشطته» واشتباه في «انتمائه إلى خلية مسلحة بسبب وجود معطيات تدل على ارتباطاتها بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». من جهتها، أفادت مصادر إسبانية «المساء» أن المغربي المعتقل كان محط متابعة إليكترونية لموقعه، الذي يبث من بلدة «لالينيا»، التابعة لإقليم قادس، مضيفة أنه كان قبل أشهر يتقاسم الشقة مع مغربي آخر يلقب ب»محمد فرانكو». وأضافت المصادر ذاتها أن تحديد هوية ومكان المشتبه فيه فوق التراب الاسباني تم بفضل التعاون والتنسيق الدوليين في مجال مكافحة الإرهاب.، مضيفة أن هذه العملية انطلقت بعد كشف فرقة الحرس المدني المختصة في المواقع الجهادية الإلكترونية عن الجهاد «زيادة عدد المشاركين في موقع المغربي المعتقَل، بهدف تجنيد عناصر جدد واستهداف مصالح حساسة في الدول الغربية»، حيث تمكنت المصالح الأمنية من تتبع مسار الموقع، الذي قادهم إلى شقة مصطفى أولاد الشيبة.
وكانت آخر مرة تم فيها اعتقال مغربي بتهمة العلاقة بتنظيم القاعدة تعود إلى نهاية شهر غشت الماضي، حيث تم حينها اعتقال شاب مغربي يدعى فيصل الراي في بلدة «بوبلي نو دي بيني تاتشيل» في مدينة أليكانتي. وأشار بلاغ الحرس المدني، آنذاك، إلى أن المغربي البالغ من العمر 26 سنة، والذي كان يقيم بشكل قانوني في إسبانيا، كان متطوعا نشيطا في مصلحة الوقاية المدنية في المدينة. وقد وُجِّهت للمتهم المغربي تهمة «تجنيد مرشحين للجهاديين في تنظيم القاعدة وتمويل الإرهاب»، باعتباره، حسب الحرس المدني، كان يشرف على موقع إلكتروني جهادي يهدف إلى تجنيد وتأطير المؤيدين للتطرف والجهاد العنيف»، علاوة على «احتمال» قيامه بالتنسيق مع مجموعة من الجهاديين المحتمَلين الذين توجهوا إلى أفغانستان والشيشان ومساعدته في جمع المال لتمويل تلك الرحلات. وقد تعاونت كل من الاستخبارات المغربية والولايات المتحدةالأمريكية وفرنسا وبلجيكا والأردن مع مصالح مكافحة الإرهاب الإسبانية بخصوص المشتبه فيه، حيث تمت محاصرة منزله، بعدما مُنِع جيرانه من دخول شققهم لمدة تفوق الخمس ساعات.