شارك العشرات من المواطنين في الوقفة الاحتجاجية التي نظتمها، أول أمس بالرباط، عدة فعاليات حقوقية جمعوية أمام مقر البرلمان، ردا على الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الأمريكية إلى المغرب. وردد المشاركون في هذه الوقفة شعارات تدين السياسة الأمريكية وتحملها مسؤولية ما يقع في حق الشعوب المستضعفة، كما حمل المحتجون لافتة كبيرة تضم صورة كل من حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، وخالد مشعل، أحد أبرز قياديي حركة حماس الفلسطينية، إضافة إلى صورة أخرى تظهر كوندوليزا رايس، وهي ترتدي زي مروضة في السيرك وفي يدها سوط طويل. الوقفة، التي دعت إليها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومجموعة العمل الوطني لمساندة العراق وفلسطين، نجحت في جمع فعاليات حقوقية وسياسية فرقتها الإيديولوجيا والأفكار، حيث اختلط أعضاء النهج الديمقراطي بحركة التوحيد والإصلاح، والطليعة، واليسار الاشتراكي الموحد، كما عرفت مشاركة المبادرة الطلابية لمناهضة التطبيع والعدوان المقربة من حزب العدالة والتنمية. وعن الأسباب التي دعت إلى تنظيم هذه الوقفة، أكد خالد السفياني، رئيس مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، أن «مكان كوندوليزا رايس الطبيعي هو المحكمة الجنائية الدولية، وليس أحضان المسؤولين المغاربة والعرب»، واعتبر السفياني أن «صاحبة الفوضى الخلاقة»، في إشارة إلى وزيرة الخارجية الأمريكية، «يجب أن تتابع بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بالنظر إلى التقتيل الذي تمارسه الإدارة الأمريكية يوميا في حق الشعب العراقي، وبالنظر كذلك إلى مسؤولية الولاياتالمتحدة عن المآسي التي عانى، ولازال يعاني، منها الشعب الفلسطيني . كما اعتبر عبد الرحيم الشيخي، عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، أن هذه الوقفة رسالة واضحة للتنديد بمسؤولية أمريكا في عرقلة تقدم البلدان العربية، والوقوف في وجه التحول الديمقراطي الذي تطمح إليه الشعوب، وكذا لإدانة سياسة الكيل بمكيالين التي تنهجها الإدارة الأمريكية في تعاملها مع ملفات الشرق الأوسط». من جهته، أكد عبد الاله بنعبد السلام، نائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، «أن المغرب لازال يمارس سياسة الهرولة باتجاه الولاياتالمتحدةالأمريكية، خاصة بعد أحداث 16 ماي وما سمي بالحرب على الإرهاب، بعد أن سجل المغرب مكانه ضمن اللائحة السوداء التي استعملتها أمريكا لاستنطاق معتقلي غوانتانامو». وأضاف بنعبد السلام قوله: «الفعاليات الحقوقية أرادت أن تعلن، من خلال هذه الوقفة، موقفها من زيارة رايس كوزيرة للخارجية بدولة تسببت في إزهاق الآلاف من الأرواح وتلاعبت بمصائر الشعوب». الوقفة حظيت باهتمام إعلامي دولي، وقام بتغطيتها مراسلون من قنوات إسبانية وعربية، كما تميزت بحضور عدد كبير من رجال الاستعلامات العامة وأعوان السلطة الذين لاحقوا، بأقلامهم وأوراق بيضاء صغيرة، الشعارات التي كان يرددها المشاركون، وكذا ما تضمنته اللافتات من شعارات مناوئة لأمريكا. كوندوليزا رايس: «هناك جولة أخرى من المفاوضات حول الصحراء قريبا»