عثر، أول أمس الاثنين، على شين هوري، الصحفي السابق في «نيوز أوف ذا وورلد»، ميتا في منزله ببلدة واتفورد البريطانية. وكان هوري هو أول من حذر في صحيفة «نيويورك تايمز» من أن عمليات التنصت على الهواتف التي تقوم بها صحيفة «نيوز أوف ذا وورلد» في بريطانيا تفوق بكثير ما اعترفت به تلك الصحيفة عند التحقيق معها بمعرفة الشرطة البريطانية للمرة الأولى. وقالت الشرطة في مقاطعة هارتفوردشاير إنه تم العثور على جثة رجل في منزل بشارع لانجلي رود في واتفورد، صباح أول أمس الاثنين. وقال متحدث باسم الشرطة إن الحادث مسجل حتى الآن تحت بند «غير معروف السبب»، ولكنه من غير المعتقد أنه يثير الشكوك، كما أن التحقيقات جارية لكشف حقيقة ما حدث. وفي الوقت نفسه استقال مساعد رئيس شرطة العاصمة البريطانية، المفتش جون ييتس، بعد تزايد الضغوط المتعلقة بدوره في فضيحة التنصت على الهواتف. وكان ييتس هو المسؤول عن فحص أوراق تعيين نيل واليس الذي كان يعمل سابقا في صحيفة «نيوز أوف ذا وورلد» واعتقل الأسبوع الماضي على خلفية تلك الفضيحة. وسبقت ذلك استقالة رئيس شرطة العاصمة البريطانية السير بول ستيفنسون بسبب فضيحة التنصت على الهواتف. وكان قائد الشرطة، وهو أعلى ضباط شرطة بريطانيا مكانة، تعرض لانتقادات بسبب تعيينه نيل واليس كمستشار. وأشار السير بول إلى أن علاقته بالصحفي قد تسبب عرقلة للتحقيقات، مضيفا أن هناك دروسا مستفادة من الأزمة، لكنه أراد الرحيل دون أضرار لسمعته. وقال السير بول في بيان له: «اتخذت هذا القرار في ضوء التكهنات والاتهامات الحالية بشأن علاقة الشرطة بشركة «نيوز إنترناشيونال»، وخاصة ما يتعلق بنيل واليس». وأضاف: «أقولها بوضوح، أعرف وكل من يعرفني يعرف أن سمعتي لا غبار عليها. ربما كنت أتمنى أن نتعامل مع بعض الأمور بطريقة مختلفة، لكن لن يغمض جفني في ما يخص سمعتي الشخصية». وقال رئيس الشرطة إنه أبلغ قصر بكنغهام ووزيرة الداخلية وعمدة لندن بوريس جونسون بقراره الاستقالة. وقالت وزيرة الداخلية البريطانية، تيريزا ماي، إنها «تأسف» على رحيله وشكرته على كل ما قام به خلال فترة قيادته للشرطة. وأعلن عمدة لندن، بوريس جونسون، أن نائب رئيس الشرطة، تيم جودوين، سيتولى منصب رئيس شرطة العاصمة بصفة مؤقتة إلى حين تعيين رئيس جديد خلفا لبول ستيفنسون. كما أعرب جونسون عن اعتقاده بأن قرار كل من بول ستيفنسون وجون ييتس بالاستقالة كان صائبا. وتواصلت تداعيات فضيحة التنصت على الهواتف مع اعتقال ربيكا بروك، التي استقالت من رئاسة «نيوز إنترناشيونال»، مجموعة روبرت مردوخ التي تملك الصحيفة المعنية وعدة صحف بريطانية أخرى. وكانت الشرطة أكدت في وقت سابق اعتقال ربيكا بروكس، أرفع مسؤولة في شركة «نيوز إنترناشيونال» المالكة ل«نيوز أوف ذا وورلد» التي أغلقت ولصحيفة «الصن» و«التايمز» و«صنداي تايمز». ودعا زعيم حزب العمال المعارض، إد مليباند، إلى ضرورة تغيير قواعد ملكية وسائل الإعلام للحد من تركيز السلطة الإعلامية بشكل «خطير» و«غير صحي» في يد مردوخ. ويذكر أن روبرت موردوك، البالغ من العمر 80 عاما وأحد أكبر أقطاب الإعلام في العالم، قد تم استدعاؤه، يوم أمس الثلاثاء، للشهادة أمام النواب العشرة الأعضاء في لجنة الإعلام في مجلس العموم البريطاني، وستستمع نفس اللجنة، اليوم الأربعاء، إلى رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بشأن قضية التنصت الهاتفي.