نادى الآلاف من شباب تطوان، مساء أول أمس، بإسقاط الفساد، ورحيل شركة التدبير المفوض للماء والكهرباء «أمانديس»، ومحاسبة ناهبي المال، والمتهربين من أداء ضرائب الدولة، مثلما طالبوا بإقرار ديمقراطية حقيقية، وحرية التعبير، وإطلاق كافة المعتقلين السياسيين. ورفع المتظاهرون الذين قدر عددهم، وفق مصادر من الحركة، ب5500 متظاهر، خلال مسيرتهم التي جابت مختلف شوارع تطوان، شعارات مناوئة لما أسموه «فساد السلطة والمنتخبين». كما نددوا بالاشتباكات التي حدثت إبان انطلاق المسيرة مع مؤيدين للدستور، من الذين تسميهم الحركة «البلطجية والعياشة»، حيث كانت الأمور على وشك الانفجار بينهما. واضطرت «حركة 20 فبراير» إلى تغيير مكان انطلاق المسيرة من ساحة التغيير «مولاي المهدي» بعدما فوجئت ب«احتلال» المكان من طرف منصة تم نصبها لعرض سهرة موسيقية للمغنية الشعبية سعيدة شرف، تجهل، حسب الحركة، أسبابها والجهات التي ستؤدي تكاليفها المالية. وتبين من مسيرة أول أمس الأحد أن «حركة 20 فبراير» بتطوان انتعشت من جديد، خصوصا بعدما أقدمت، وفق قول بعض مسؤوليها، على «تنقيتها» من أعضاء ثبت أنهم غيروا مواقفهم من مطالب الحركة بعد انضمامهم إلى أحد الأحزاب الإدارية. وجابت مسيرة تطوان عددا من الأحياء الشعبية، مرورا بحي الباريو، وشارع هارون الرشيد، والحي المدرسي، مرفوقة بمختلف العناصر الأمنية، فيما تم نصب حاجز أمني متحرك بين مسيرة الحركة وبين بضعة أشخاص كانوا يهتفون باسم الملك، وحاولوا خلال عدة مرات استفزاز المسيرة السلمية، إذ أصيب أحد أعضاء الحركة بجرح في يده وآخر برضوض، بسبب اشتباك إحدى المؤيدات للدستور الجديد معهما، مثلما أقدم آخرون على نزع وتمزيق بعض اللافتات التي تدعو إلى إقرار إصلاحات سياسية واجتماعية حقيقية. ورفع آخرون صورا للشيخ عمر الحدوشي المحكوم عليه بثلاثين سنة سجنا في ارتباط بالأحداث الإرهابية بالدار البيضاء، والذي يعتصم منذ شهرين داخل زنزانته بسجن مدينة طنجة، مطالبين بالإفراج عنه. وشارك إلى جانب متظاهري «حركة 20 فبراير» بتطوان، ناشطون من جماعة العدل والإحسان، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وحزب النهج الديمقراطي، واليسار الاشتراكي الموحد، وآخرون يعتبرون ناشطين مستقلين عبر شبكة الإنترنت، حيث هتفوا ب«لا لتراكم الثروة والسلطة» و«يحيا الشعب». وتبين من مسيرة تطوان تصعيدا في لهجة شعاراتها، عكس المسيرات السابقة، خصوصا التي تمس «القداسة»، من قبيل «العظمة لله وحده» و«يعيش الشعب»، مؤكدة في نفس الوقت أن نسائم «الربيع العربي» لم تنته بعد، سواء في المغرب أو في غيره من الدول الأخرى.