تحولت مدينة القليعة إلى مدينة أزبال خلال الأسبوع الماضي، بسبب توقف أصحاب عربات نقل الأزبال عن نقل النفايات وكذا عجز الشاحنات الثلاث، التي تم اقتناؤها من طرف البلدية، مؤخرا، عن استيعاب الكميات المتزايدة للأزبال داخل المدينة وبالأخص مركزها، مما نتج عنه ظهور أكوام من الأزبال داخل جميع الأزقة والشوارع الرئيسية للمدينة. الأمر الذي أضحى يشكل إزعاجا للسكان، ومما زاد الوضع تأزما الانقطاع المفاجئ للإنارة العمومية بالشوارع الرئيسية للمدينة، لتعيش المدينة في ظلام دامس لأزيد من أسبوع دون أن يسجل أي تدخل من طرف المصالح الجماعية لإعادة إصلاح هذه الأعطاب التي أصبحت تشكل تهديدا للساكنة بسبب انتشار اللصوص ومعترضي سبيل المارة الذين يستغلون غياب الإنارة في بعض الأزقة من أجل السطو على ممتلكات المواطنين. ومما أصبح يثير قلق السكان هو انتشار الأزبال بالقرب من «السويقة» الخاصة بالخضر وبجوار بائعي الخبز، مما قد يشكل خطرا على صحة المواطنين، خاصة بعد أن أوقف المجلس الجرارات التي كانت تنقل مخلفات الخضر والأزبال من هذه «السويقة» العشوائية التي لم يحن الوقت بعد لتنقيل أصحابها إلى دكاكين السوق الذي بدأت أشغاله منذ سنة 2006 ولم تكتمل بعد. ويذكر أن معدل الأزبال الذي تنتجه مدينة القليعة يفوق 40 طنا من الأزبال يوميا، كانت تتكلف بجمعها عربات مجرورة بالحمير قبل أن تقوم الجماعة باقتناء ثلاث شاحنات من الحجم الصغير والتي لم تف بالغرض المطلوب حسب إفادات استقتها «المساء» من عين المكان. وفي السياق ذاته تستعد مجموعة من جمعيات المجتمع المدني لجمع التوقيعات بشأن الحالة التي أصبحت عليها المدينة لرفع شكاية في الموضوع إلى الجهات المعنية، إضافة إلى استعدادها لخوض مجموعة من الأشكال النضالية للتحسيس بخطورة الوضع الصحي داخل المدينة، وفي تعليق لأحد الظرفاء على هذه الواقعة أن تراكم الأزبال وانقطاع الكهرباء يدخل في إطار سياسة عقابية من طرف الرئيس من أجل التحضير للاستحقاقات القادمة، خاصة بعد تواتر أخبار عن استعداده للترشح للانتخابات البرلمانية القادمة.