يواجه مجلس مدينة الرباط، الذي يترأسه الاتحادي فتح الله ولعلو، تفجر فضيحة يتهم فيها مستشار جماعي بالاستفادة غير القانونية من دعم مالي لفرع وهمي لناد رياضي في المدينة. وهي فضيحة شبيهة بتلك «الفضائح» التي كان قد كشف عنها تقرير المجلس الجهوي للحسابات في الرباط في سنة 2008 حول تخصيص دعم مالي من طرف مجلس المدينة لأعضاء في المجلس رغم وجود حالة التنافي مع القانون. واستفاد المسشتار الجماعي المذكور من دعم المجلس باسم ناد رياضي في العاصمة رغم أنه ليس مسؤولا في المكتب المسير لهذا النادي. وحسب ما حصلت عليه «المساء» من معلومات، فقد اكتشف مسيرو مكتب نادي «سطاد المغربي» لكرة القدم، بالصدفة، حسابا بنكيا قيمته 30 ألف درهم لدى وكالة تابعة للبنك العقاري والسياحي في مدينة سلاالجديدة، وهو عبارة عن منحة مقدمة بتاريخ 21 يناير 2011 من مجلس مدينة الرباط لنادي «سطاد المغربي» لكرة القدم المصغرة. ومبعث مفاجأة مسيري مكتب نادي «سطاد المغربي» لكرة القدم أن النادي لا يتوفر أصلا على فرع لكرة القدم المصغرة وغير مسجل في لوائح العصبة ولا في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الساهرتين على تنظيم هذه المسابقات، ولا يزاول أي نشاط رياضي، تقول مصادر مسؤولة في مكتب نادي «سطاد» ل«المساء»، مشيرة إلى أنه «ليس من حق أي جهة أن تتبنى هذا الفرع خارج الإطار القانوني ألا وهو المكتب المديري للنادي أو فرع كرة القدم، صاحب الاختصاص». إلى ذلك، وصفت المصادر نفسها نادي «سطاد المغربي لكرة القدم المصغرة» ب«النادي الوهمي الذي لا علاقة له بسطاد المغربي»، متسائلة عن المعايير والشروط التي تم على أساسها منح هذا الفرع «الوهمي» منحة مجلس العاصمة وأخرى من مجلس العمالة، في وقت لا يستفيد من هذه المنح نادي «سطاد المغربي» لكرة القدم، الذي تأسس سنة 1919 ويؤطر ما يزيد على 540 ممارسا، بمن فيهم فريق الكبار، الذي يمارس في البطولة الوطنية، القسم الثاني للنخبة. وقد طالبت المصادر بالكشف عن حيثيات واقعة استفادة فرع «وهمي» من مِنَح مجلس مدينة الرباط ومجلس العمالة، مشيرة إلى أنها ستطرح هذه الواقعة على أنظار حسن العمراني، والي جهة الرباط -سلا -زمور -زعير، باعتباره آمرا بالصرف، وعلى الوزارة الوصية، في شخص الطيب الشرقاوي. كما يعتزم مسيرو نادي «سطاد المغربي» لكرة القدم إثارة الموضوع في البرلمان، من خلال مسطرة طلب الإحاطة علما في مجلس المستشارين. وفيما لم يتسن ل«المساء» الحصول على تعقيب من عمدة الرباط، فتح الله ولعلو، كشفت مصادر من مجلس المدينة أن الأمر يتعلق باستفادة نادي «سطاد المغربي للكرة المصغرة»، الذي يرأسه نائب للعمدة السابق، الحركي عمر البحراوي، من الدعم المالي المقدم للجمعيات، رغم وجود حالة تنافٍ، مشيرة إلى أن هذه «الحالة» ليست الوحيدة، إذ تستفيد عدد من الجمعيات يُسيّرها مستشارون من الدعم المخصص للجمعيات. وحسب المصادر ذاتها، فإن دورة يوليوز العادية لمجلس المدينة، التي لم يتحدد تاريخ عقدها بعد، ستكون مناسبة لتفجير ملف الدعم المالي للجمعيات، مشيرة، في هذا الصدد، إلى أن إدريس الرازي، رئيس مقاطعة حسان، المنتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة، يعتزم خلال انعقاد الدورة المطالبة بالكشف عن أسماء الجمعيات والمستشارين الذين يستفيدون من دعم المجلس. وكان تقرير أعده ثلاثة مفتشين، برتبة قضاة، في المجلس الجهوي الحسابات في الرباط (رُفِع إلى وزير الداخلية في سنة 2008) قد سجل وجود حالة تنافٍ مع القانون، عندما عثر على جمعيات، مثل «فرسان الحوزية»، «سطاد ماروكان» و«الاتحاد الرياضي ليعقوب المنصور»، تستفيد من دعم سنوي، وهي جمعيات يُسيّرها، بشكل مباشر أو عن طريق المشاركة، منتخبون، بينهم مصطفى عقيل، النائب الخامس للعمدة السابق عمر البحراوي، وجلال قدوري، النائب العاشر للعمدة، وأعضاء في مجلس المدينة، كالاتحادي عبد الحق المنطرش وسعد مولين، رئيس جمعية الفتح الرباطي -فرع كرة السلة، وبوشعيب بندريوش، رئيس فريق جمعية يعقوب المنصور، ومحمد مدهون، عضو المكتب المسيّر للنادي المذكور.