قررت وزارة الصحة سحب أدوية السكري، التي تحتوي على مادة «بيوغليتازون»، من جميع الصيدليات في التراب الوطني بعد أن تأكدت أضراره الجانبية على صحة المرضى، والتي من أهمها أمراض القلب والشرايين وسرطان المثانة. وأكد مصدر مسؤول بوزارة الصحة ل«المساء» أن الأدوية التي تقرر سحبها من الصيدليات لم تروج أصلا في السوق المغربي لأنها مازالت في مرحلة التسجيل التي قامت بها ثلاث شركات للأدوية فقط بسبب طول مسطرة التسجيل وما تقتضيه من إجراءات قبل طرح الدواء في السوق حتى يستهلكه المرضى. وأضاف المصدر نفسه أنه لحد اتخاذ قرار السحب هذا لم «يتناول أي مريض مغربي هذا الدواء»، وهو ما يجعل جميع المغاربة في منأى عن الإصابة بالأضرار الجانبية المترتبة عن تناول هذا الدواء، والتي تم تأكيدها قبل سنة من الآن. وقد تم توقيف استعمال هذا الدواء بعدة دول قامت بتسويقه، وهو يدخل في خانة الأدوية الجديدة المبتكرة في علاج مرض السكري. وقد قررت وزارة الصحة المغربية، في إطار مراقبة الاستخدام الآمن للأدوية في المغرب، سحب الترخيص ببيع الأدوية التي تحتوي على هذه المادة، وذكرت في بلاغ لها عممته أول أمس الاثنين أنها قررت سحب جميع الكميات المتوفرة من هذا الدواء من الصيدليات، وأبلغت الأطباء بقرار سحبه. وطالب البيان نفسه المرضى الذين يعالجون حاليا بالأدوية التي تحتوي على ال«بيوغليتازون» باستشارة الطبيب من أجل استبدال هذا الدواء بآخر بديل، في الوقت الذي أكد مصدر مسؤول بالوزارة أنه «لا وجود لهذا الدواء في الصيدليات المغربية»، وأن «لا مغربي مريض بالسكري تناول هذا الدواء»، والسبب، حسب هذا المسؤول، هو أن مسطرة التسجيل لم تستوف بعد بالنسبة إلى الشركات الثلاث التي كانت تنوي استيراد كمية من هذه الأدوية قبل أن تتوقف كل هذه الإجراءات لمنع وصولها إلى الصيدليات. وأفاد البلاغ نفسه بأن اللجنة الوطنية الاستشارية لليقظة الدوائية قامت بتقييم مؤشرات الاستفادة والمخاطر المتعلقة بمادة «بيوغليتازون»، ومدى احتمال تسببه في الإصابة، وبناء عليه اتخذ قرار السحب. ونفى بعض الصيادلة ل«المساء» علمهم بهذا القرار، مؤكدين أنهم لم يتوصلوا بأي قرار مكتوب من وزارة الصحة يلزمهم بوقف بيع أي دواء، سواء كان يحتوي على مادة «بيوغليتازون» أو غيرها. وأكد الصيادلة أنفسهم أن هذه الأدوية التي تحتوي على هذه المادة لا وجود لها أصلا في الصيدليات، مستغربين قرار الوزارة.