نظمت جمعية «مغرب الثقافات»، مساء أول أمس الأحد، في مدينة مراكش، حفلا موسيقيا للتضامن مع ضحايا العملية الإرهابية التي هزّت المدينة الحمراء يوم 28 أبريل الماضي. وقد شهدت السهرة الفنية مشاركة العديد من الفنانين، الذين أحيَوا سهرات الدورة العاشرة لمهرجان «موازين -إيقاعات العالم». وقد عرف هذا الحفل حضورا أمنيا قويا، شمل مختلف المناطق القريبة من ساحة جامع الفنا (مقهى أركانة) تفاديا لوقوع أي حادث من شأنه أن «يشوش» على السير العادي للسهرة. وتميز هذا الحفل التضامني بوقوف الحاضرين دقيقة صمت ترحما على أرواح الضحايا وبترديد النشيد الوطني، وبتقديم شهادات مجموعة من الفنانين، وبالتجاوب الكبير الذي لقيه الفنانون الذين أحيَوْا هذه الأمسية. وقد تفاعل الجمهور مع كل الوصلات الموسيقية والغنائية التي قدمها خلال هذه السهرة الفنية عدد من نجوم الدورة العاشرة لمهرجان «موازين -إيقاعات العالم»، وهم كوينسي جونس، «ناس الغيوان»، صافي بوتلة، إيدير، مجموعة «باهاراتي»، موري كانتي، زهرة هندي، حسين الجاسمي، صافو والحاجة الحمداوية. وتميزت فقرات الحفل، الذي انطلق من السابعة مساء واستمر إلى ساعة متأخرة من الليل، بتقديم الفنانين المشاركين عروضا فنية تميزت بالتنوع بحضور ألوان موسيقية مغربية وأجنبية تندد بكل عمل إجرامي يستهدف أرواح الأبرياء. وفي هذا السياق، اعتبر المدير الفني لجمعية «مغرب الثقافات»، عزيز داكي، في تصريح صحافي، أن «هذا الحفل يأتي تضامنا مع عائلات ضحايا الاعتداء الآثم، الذي استهدف مقهى «أركانة» وكذا مع ساكنة المدينة الحمراء، التي يعتمد اقتصادها على السياحة».. واعتبر داكي أن «أفضل إجابة على هذا العمل الجبان هو هذا الحفل المنظم من أجل السلام»، مشيرا إلى أنه شكّل مناسبة للتأكيد على أنه «لا يمكن التشكيك في التزام المغرب والمغاربة بمبادئ السلام والتسامح والتعايش والديمقراطية والحرية». وتجدر الإشارة إلى أن كل الفنانين تطوعوا للغناء مجانا في هذا الفضاء، تعبيرا عن تضامنهم مع ضحايا الاعتداء، كما أن الدخول إلى حفل التسامح في مراكش كان مجانيا، عدا الصفوف الأمامية التي كانت مؤدى عنها، حيث خُصِّصت مداخيل الحفل (التذاكر والإشهار) لفائدة عائلات ضحايا اعتداء مراكش.