حذر عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، المواطنين المغاربة من مغبة منح ثقتهم لحزب يصف نفسه بكونه قريباً من الملك ويمثل إرادته داخل البلاد، داعيا إياهم إلى عدم الانسياق وراء هذه الادعاءات التي قال عنها إنها مجرد «سيناريو» غير صحيح. وأضاف بن كيران، الذي كان يتحدث إلى مناضليه مساء أول أمس الأربعاء في مهرجان خطابي بجماعة «أولاد سلامة» بالقنيطرة، بأن المغرب حاليا في حاجة، أكثر من أي وقت مضى، إلى أحزاب الاستقامة والنزاهة و«المعقول» وليس إلى حزب، في إشارة إلى حزب الهمة، جمع «هادوك اللي خربقو في الشأن العام وما قدوش يدخلو الوزارات والبرلمان ويحصلو على ثقة المواطنين واختارو أسانسور السلطة باش يحققو المصالح الخاصة ديالهم»، معتبرا أن عاهل البلاد كان واضحا بهذا الخصوص ووضع النقط فوق الحروف في خطاب العرش الأخير، مؤكدا أن جميع الأحزاب المغربية «قريبة» من الملك وتقف «مصطفة» وراءه لبناء دولة الحق والقانون. وكشف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن حزبه لا يخشى أحدا وأنه قادر على أن يقف في وجه كل من يحاول الإساءة إليه و«غاديين ندمو كل من مسنا بضرر»، مشيرا إلى أن حزب العدالة والتنمية أصبح «الأمل» الذي يسعى البعض إلى تخويف المغاربة منه باسم الإرهاب، وزاد قائلا: «نحن ولاد القانون وضد أي واحد يْهَزْ حجرة على بلادو وعلى السلطة». ودعا المتحدث نفسه شكيب بن موسى، وزير الداخلية، إلى تحمل مسؤوليته على أكمل وجه خلال المحطة الانتخابية الجماعية المقبلة، التي لم يستبعد فيها بن كيران إمكانية تحالف حزبه مع الاتحاد الاشتراكي، مخاطبا إياه بالقول «أيها السيد اللطيف المحترم، لديك امتحان إلى غاية 2009، إلى دوزتيه مزيان غادي ترفع راية المغرب الفوق»، مذكرا إياه بما تعرض له حزبه خلال الانتخابات الجماعية لسنة 2003 حينما مورست عليه ضغوطات من أجل عدم الترشح في عشر مدن والاقتصار على نصف المرشحين في باقي المدن، منتقدا في هذا الصدد ممارسات بعض رجال السلطة الذين مازالوا يحنون إلى العهد القديم، في نظره، ويحكمون بمنطق الاستعمار الذي كان سائدا حينما «كان الكفار يحكمون المغرب»، ويرهبون المواطنين عوض أن يكونوا في خدمتهم، ويحولونهم إلى «عبيد»، كما هو الحال في أغلب البوادي والقرى، مؤكدا أن المغرب عليه أن يحدث قطيعة مع كل الأساليب التي تجعله مصنفا في خانة الدول المتخلفة، على حد تعبيره.