يبدو أن البطل الحقيقي للجولة الأخيرة وما قبل الأخيرة من دوريي الدرجتين الأولى والثانية هو التحكيم، وتجسد ذلك من خلال الحكمين رضوان جيد ومحمد يارا، اللذين أدارا مباراتي الفتح الرياضي والكوكب المراكشي، واتحادي الخميسات وأيت ملول. رضوان جيد احتسب هدفا باليد لعبد الإله منصور، ويارا تغاضى عن احتساب هدف حقيقي لممثل منطقة سوس كان بمقدوره أن يساعد الأخير على الصعود إلى دوري الدرجة الأولى، خصوصا أنه جاء في الأنفاس الأخيرة من المباراة. لكن وخارج حسابات التعمد من غيره تبرز جملة من الأسئلة حول مستوى التحكيم المغربي . ولئن سلمنا بأن خطأ الحكم جيد وجميع مساعديه بمن فيهم الحكم الثاني والثالث وحتى الرابع ناجم عن عدم رؤيتهم لحركة اليد التي قام بها منصور، رغم أن الملعب برمته شاهدها واستنكرها، فإن خطأ يارا هو من طينة أخرى. فالرجل شاهد عكس ما شاهده الناس ورأى لوحده أن اللاعب الذي سجل الكرة اعتدى على حارس المرمى، وطبعا سايره في ذلك الحكم المساعد، الذي كان في وضعية تسمح له بالحكم على الحالة بشكل جيد، لكنه تغاضى عن إسداء النصيحة ليارا، وتركه لوحده يتحمل مسؤولية اغتيال حلم فريق ومدينة ومنطقة بأكملها، كانت تمني النفس بالصعود إلى الدرجة الأولى لأول مرة في تاريخها. رئيس الكوكب المراكشي فؤاد الورزازي شبه ما يشعر به فريقه بحادث سير لسائق متهور تسبب في قتل طفل صغير، فحتى شنق هذا السائق لن يطفئ نار الغل التي تكونت عند الأب من جراء تهوره، وهو تشبيه بليغ لحالة فريق بذل جهودا جبارة للخروج من وحل مؤخرة الترتيب، وقادته هذه الجهود إلى إلحاق الهزيمة بالفريق البطل الرجاء البيضاوي، لكن إمكانيات وقدرات لاعبيه وقفت عاجزة أمام خطأ الحكم جيد. ونفس الوضع ينطبق على فريق اتحاد أيت ملول، الذي نجح في الوقوف أمام قوة فريق اتحاد الخميسات بلاعبيه وأطره وجماهيره، لكنه عجز هو الآخر عن الوقوف أمام الحكم يارا.