في خطوة تصعيدية جديدة، قام المعطلون في مدينة الجديدة، مساء يوم السبت، ب»قطع» الطريق في ساحة البريد والمسرح البلدي عند أهم ملتقيات الطرق وسط المدينة. وقد أحدث هذا الأمر ارتباكا كبيرا في عملية المرور لأزيد من ساعتين والتقت احتجاجات مجموعة المعطلين، المنضوية تحت لواء التنسيقية الإقليمية لحاملي الشهادات المعطلين بالجديدة، التي تضم جمعية المجازين والجمعية الإقليمية، باحتجاج الجمعية الوطنية لحمَلة الشهادات المعطلين بالمغرب -فرع الجديدة، التي اتخذت لها مكانا أمام مقر البريد في نفس الساحة، فيما كانت عناصر التنسيقية مرفوقة بأطفالها، الذين أوقدوا الشموع في الشارع الرئيسي للمدينة. وفي الوقت الذي قرر معطلو التنسيقية الإقليمية ارتداء أكياس بلاستيكية فارغة وحمل رمز «نعش» التشغيل في المدينة فوق أكتافهم، كانت عناصر الجمعية الوطنية، غيرَ بعيد عنهم، تقرع الأواني الفارغة، تعبيرا منها عن المعاناة التي يعيشها منخرطوها. وقد توحدت المجموعتان في رفع شعارات منددة باستمرار تجاهل السلطات المحلية مطالب المعطلين، الذين يخوضون وقفات احتجاجية بشكل يومي أمام مقر عمالة الجديدة، في منظر بات مألوفاً، دون أن تفتح معهم الجهات المعنية أي حوار يذكر. كما أجمع المحتجون في شعاراتهم ومن خلال اللافتات التي رفعوها عن تنديدهم باستمرار مسؤولي المدينة في سياسة المهرجانات. وقد نال كل من مهرجاني «موازين» و»جوهرة»، الذي تعتزم السلطات تنظيم ما في الصيف المقبل، الحظ الأوفر من الشعارات المنددة، والتي كان من بينها: «آش خاصك آمسكينْ؟ جوهرة وموازينْ»، و»فلوسْ الشعب فين مْشاتْ؟..فموازين وجوهرة والحفلاتْ».. كما رفع المعطلون شعارات مساندة للصحافي رشيد نيني، مطالبين بإطلاق سراحه، معتبرين أن اعتقالَه، بسبب الكلمة، اعتقال لا معنى له ويهدف إلى إسكات الأقلام الحرة النزيهة في البلد. كما رفع المعطلون صور الصحافي رشيد نيني وصور جريدة «المساء» أثناء هذه المحطة الاحتجاجية. وفي تصريح ل«المساء»، في مكان الوقفة، قال أحمد وداد، عضو التنسيقية الإقليمية لحاملي الشهادات، إن «معركتنا النضالية انطلقت منذ 22 أبريل عبر وقفات يومية أمام عمالة الجديدة وكل يوم سبت أمام المسرح البلدي، على شكل اعتصام، ومطلبنا الوحيد هو الإدماج الفوري في الوظيفة العمومية دون مباراة، لكون أغلبهم تجاوز الأربعين سنة»، وأضاف وداد أن المعطلين يئسوا من الحلول الترقيعية منذ سنوات ويطالبون بضرورة تخصيص مناصب شغل لهم في «الجرف الأصفر». وقال أحمد وداد «إن أكبر المؤسسات الصناعية والتجارية في المدينة تسارع، دون تردد، إلى دعم المهرجانات بالملايين، وعلى رأسها مهرجان «جوهرة»، الذي أعلن عامل الإقليم، في ندوة صحافية، عن قرب تنظيمه في الوقت الذي تتجاهل العمالة وهذه المؤسسات، صراخ أبناء هذه المدينة»، وأضاف إن «الشعب بات في حاجة إلى أي درهم، في ظل الظروف الراهنة لحل المشاكل الاجتماعية، أولا وقبل كل شيء». ومن جانبه، قال عزيز عطارد، رئيس الجمعية الوطنية لحمَلة الشهادات المعطلين بالمغرب -فرع الجديدة، في تصريح ل«المساء»، إن برنامجهم النضالي انطلق منذ 3 أبريل المنصرم تحت شعار «إما أن نعيش فوق هذه الأرض سعداء أو تحتها شهداء»، مصحوبا بوقفات احتجاجية، وتابع قائلا: «نحن نحتج اليوم بتزامن مع انعقاد مهرجان «الضحك».. واعتبر عطارد الميزانيات التي يتم تخصيصها لتنظيم المهرجانات تدخل في باب تبذير الأموال، حتى وإن لم تكن من المال العامّ، فالأَولى أن تخصص لتنمية المنطقة وتشغيل أبنائها أولا. وقال عطارد إن الخطوة المقبلة للاحتجاج ستكون عبارة عن اعتصام فوق السكة الحديدية للمدينة.