أعلن تنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي عدم صلته بتفجير مراكش الذي أوقع 17 قتيلا، أغلبهم من الفرنسيين، ونفى نفيا قاطعا مسؤوليته عن هذا التفجير. وقال التنظيم، في بيان مؤرخ بتاريخ يوم الخميس الماضي، إنه يختار الزمان والمكان، الذي لا يتعارض مع مصلحة الأمة في تحركها نحو التحرير المنشود، لتنفيذ عملياته ضد «اليهود» و«الصليبيين». وأضاف البيان: «نفينا صلتنا بتفجير «أركانة» بمراكش بعد اتهامات وزير الداخلية المغربي لتنظيم «القاعدة» وغيره بتنفيذ هذا الهجوم». وكان وزير الداخلية الطيب الشرقاوي قد ذكر، عقب حدوث هذا التفجير، أن الوسائل التي اعتمد عليها مفجر «أركانة» تشبه تلك التي تعتمد عليها «القاعدة». وأكد وزير الداخلية، خلال ندوة صحفية روى فيها ملابسات هذا العمل الإرهابي، أن المنفذ الرئيسي للاعتداء متشبع بالفكر الجهادي ويبدي ولاءه لتنظيم «القاعدة». وفي تعليقه على بيان القاعدة، قال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، محمد ضريف، إن هذا البيان يتكامل مع موقف وزارة الداخلية المغربية. فوزير الداخلية، قبل اعتقال المتورطين، رجح فرضية ضلوع «القاعدة» في التفجير باعتبار الأسلوب المستخدم فيه. لكن بعد إلقاء القبض على المتورطين، خاصة الفاعل الأساسي وهو عادل العثماني، والاستناد إلى المعطيات التي أدلى بها هذا الأخير، أكد وزير الداخلية أن الشخص المعني لا علاقة له ب»القاعدة» على المستوى التنظيمي وإن كان متشبعا بإيديولوجيتها. ويقول الباحث إن هذا التشبع بالفكر الجهادي التكفيري هو الذي دفعه إلى التفكير في الالتحاق بالعراق والشيشان، حيث فشل في ذلك سنة 2004 بعدما أوقفته السلطات البرتغالية، وتكرر معه نفس الشيء سنة 2007 في سوريا وسنة 2008 في ليبيا، حيث أعيد إلى المغرب قبل أن يقرر استهداف بلده. وبالرجوع إلى بيان تنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي المتعلق بنفي صلتها بعملية مراكش الإرهابية، أشار الباحث محمد ضريف إلى أن إصدار بيان النفي يتنافى بشكل عام مع سلوك هذا التنظيم، فهو عادة لا ينفي العمليات التي لم يقف وراءها، وإنما يصدر بيانات عندما يتعلق الأمر بعمليات ينسبها إلى نفسه، وهذا الأمر يدفع إلى التساؤل حول مصداقية هذا البيان.. هل هو بيان «القاعدة» فعلا أم نشرته جهات أخرى للتمويه؟