تلقينا، في بيت الشعرفي المغرب، ببالغ القلق والاستياء، نبأ اعتقال الشاعر والكاتب الصحافي رشيد نيني، في قضية تتعلق بالتعبير عن الرأي. ونحن إذ نعبر عن شجبنا أسلوب الاعتقال في تدبير قضايا النشر والصحافة في بلدنا، اهتداء بالأعراف والحقوق والقيم الديمقراطية الكونية، فإننا نعلن تضامننا المبدئي مع رشيد نيني، مدير النشر في جريدة «المساء»، ونطالب بإطلاق سراحه الفوري وباحترام القانون، حتى يتسنى له الاضطلاع بدوره الحيوي في فضح الفساد وتنوير الرأي العام. إن «بيت الشعر في المغرب» ليعتز بصوت رشيد نيني، شاعرا مبدعا، ساهم في إغناء متن الحساسية الشعرية الجديدة في المغرب، من خلال قصائده التي كان ينشرها في الصحافة الثقافية المغربية والعربية، وأيضا من خلال دوره، إلى جانب شعراء مغاربة مجايلين له، في إطلاق حركة «الغارة الشعرية»، التي عززت المشهد الشعري المغربي في بداية التسعينيات وأضفتْ عليه نغمة شعرية جديدة. كما أنه ساهم، من خلال برنامجه الثقافي الجاد «نوسطالجيا»، في فتح الثقافة المغربية على هوامش فنية وإبداعية كانت بحاجة إلى نظارتها، حتى تحيى وتتألق أكثر تحت الشمس. إن اعتقال رشيد نيني، في هذا الوقت بالذات، يأتي معاكسا للإرادة التي انخرط فيها المغرب، ملكا وشعبا، والتي جنح فيها بلدنا إلى إصلاح سياسي هادئ وعميق يُنتظَر أن يجني ثماره في الأمد المنظور، من خلال حزمة من المبادرات، على رأسها تعيين اللجنة الوطنية لإصلاح الدستور وإقرار المجلس الوطني لحقوق الإنسان والمجلس الاقتصادي والاجتماعي. كما أن ما يعيشه المغرب من حيوية الأسئلة، التي تفتح ورش إصلاح الإعلام وإقرار قانون جديد للصحافة، كلُّها تمدنا بقوة الأمل في التطلع إلى المستقبل، رافضين، في سبيل ذلك، كل ما يعترض هذا الطريق من ممارسات الاعتقال التعسفي، التي تطول حق التعبير عن الرأي في قضايا تدبير الشأن العام. لكل ذلك، وتأكيدا لحق المغاربة في التعبير عن الرأي والوصول إلى الخبر، نطالب بالإطلاق الفوري للشاعر والكاتب الصحافي رشيد نيني، معبرين عن رفضنا المطلق مقارعة الرأي بسيف الاحتجاز...