سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أم تختلي بابنتها الصغيرة في إسطبل للبهائم قبل أن تعمد إلى قتلها بطعنة سكين تقرير الطب الشرعي أكد إصابتها بخلل عقلي فأمرت المحكمة بإيداعها مستشفى للأمراض العقلية
في قرية اولاد عزوز بمدينة خريبكة أقدمت أم على قتل ابنتها التي لم تكمل بعد عامها الثاني، كان الأمر فعلا مدعاة إلى الاستغراب، ووضع أكثر من علامة استفهام، إذ كيف يعقل أن يتحول حنان الأم إلى كراهية، وإلى جريمة قتل، راحت ضحيتها طفلة بريئة. يومها اختلت الأم بابنتها في الإسطبل، ووجهت إليها طعنة قاتلة بسكين، لفظت معها الصغيرة أنفاسها الأخيرة في عين المكان دون أن تذرف الأم دمعة حسرة، لقد وقفت مندهشة من هول ما حدث، غير مصدقة أنها قتلت ابنتها، وكان الصمت عنوانا لصدمة كبيرة. قبل سنة من الآن أقدمت أم على قتل فلذة كبدها ببرودة دم وجلست تتأمل جسدها المضرج بالدماء كما لو أن الطفلة الصغيرة التي لفظت أنفاسها الأخيرة أمام عينيها لا تمت لها بصلة، فلم تعرف قبيلة أولاد عزوز بخريبكة، لسنوات طويلة، أحداثا مماثلة.. إلى أن حل ذلك اليوم الحزين الذي سيظل حتما راسخا في ذاكرة أهل القرية طويلا.
يوم مختلف في القرية.. في صباح ذلك اليوم، استيقظ سكان القرية على خبر مفجع بمنزل جارهم (م. ش)، حيث وقعت جريمة قتل بشعة، إذ أقدمت (ن. ق) على قتل ابنتها أميمة ذات العامين، بعد أن دخلت الأم في نوبة من الجنون، وانهارت أعصابها، لتختلي بابنتها في الإسطبل وتطعنها طعنة واحدة عميقة في بطنها لفظت إثرها أنفاسها الأخيرة في مكان الحادث، ووقفت أمامها تتأمل الصغيرة وهي تفارق الحياة غير مصدقة ما حدث. القبض على المتهمة فور علمها بالخبر انتقلت عناصر الضابطة القضائية إلى مسرح الجريمة، حيث تم القبض على الأم المتهمة، وتمت معاينة جثة الضحية الصغيرة، وبالتالي نقلها إلى المستشفى قصد التشريح لمعرفة أسباب الوفاة، وتم اقتياد المتهمة إلى مركز الدرك من أجل فتح تحقيق شامل في الموضوع، أمام ذهول المتهمة التي كانت فاقدة للوعي، والتي التزمت الصمت أمام أسئلة عناصر الضابطة القضائية وكل المواطنين الذين حضروا إلى مكان الحادث ووضعوا أكثر من تساؤل حول هول الفاجعة، وكانت اللحظة مناسبة لأسئلة عديدة أجابت عنها المتهمة خلال التحقيق الأولي للجريمة. اعترافات المتهمة... توبعت المتهمة (ن. ق) بجناية القتل العمد طبقا للفصل 392 من القانون الجنائي، إذ صرحت لدى الضابطة القضائية، بأنها بتاريخ الواقعة وبدون وعي منها، توجهت إلى المطبخ وأخذت سكينا، واختلت بابنتها في مخزن، وبدون شعور منها، طعنتها طعنة واحدة في بطنها، ثم جلست بجانبها إلى أن حضرت زوجة شقيقها، التي قامت بحملها إلى غرفة والدها، وأضافت أن ما فعلته كان أقوى منها، تحت تأثير الاضطرابات النفسية والعصبية التي تعاني منها، كما التزمت الصمت أثناء استنطاقها من طرف قاضي التحقيق وأجهشت بالبكاء. المتهمة مختلة عقليا.. خلال كل أطوار المحاكمة، وحسب شهود الإثبات، وتصريحات المتهمة، وبعد أن أحال قاضي التحقيق المتهمة على خبرة نفسية لتحديد مسؤوليتها في الواقعة، أكد التقرير الطبي المؤرخ ببرشيد بتاريخ 22/ 08/ 2007 تحت رقم 603 أن المتهمة (ن. ق) التي قتلت ابنتها أميمة المزدادة بتاريخ 1/ 7/ 2005، مختلة عقليا وهو الأمر الذي منعها من إدراك ما أقدمت عليه، وأن الخلل مازال مستمرا، ما يتعين معه التصريح بانعدام مسؤوليتها، وبالتالي يستلزم التصريح بإعفائها والأمر بإيداعها في مؤسسة لعلاج الأمراض العقلية والنفسية ببرشيد. النطق بالحكم صرحت غرفة الجنايات لدى محكمة الاستئناف في خريبكة، تطبيقا للمسطرة الجنائية والفصلين 76 و392 من القانون الجنائي، بأن المتهمة (ن . ق) كانت وقت ارتكابها جريمتها النكراء في حالة خلل عقلي منعها من الإدراك، وبذلك تم إعفاؤها من العقاب، وأمرت بإيداعها مستشفى الأمراض العقلية ببرشيد، وببقاء الأمر بالاعتقال ساريا طيلة مدة إيداعها بالمستشفى المذكور. ذهول كبير لم يكن أكبر المتشائمين ليصدق يوما أن الأم المتهمة ستقدم على قتل ابنتها وهي التي كانت سعيدة بإنجابها قبل سنتين من الحادث الأليم، فقد اهتزت ساكنة المنطقة لهذه الجريمة التي استنكرها الجميع، في وقت كان البعض الآخر يجد مبررات لارتكاب المتهمة لجريمتها الشنيعة، فقد أرجعوا دوافع الحادث إلى إصابة المتهمة بمرض عقلي أفقدها في لحظة وعيها وجعلها تقدم على ارتكاب جريمة لم تخطط لها في يوم من الأيام.