قال وزير الخارجية المصري، نبيل العربي، أول أمس الاثنين، إن بلاده رشحت الدبلوماسي والسياسي المصري مصطفى الفقي لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، معبرا عن أمله في حدوث توافق عربي على ترشحه. وأضاف العربي، في بيان، أن تاريخ الفقي الدبلوماسي والعلمي يجعله «المرشح الأنسب» لشغل هذا المنصب في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ جامعة الدول العربية. وأشار إلى أنه بالإضافة إلى اهتمامه العلمي منذ فترة طويلة بالفكر القومي وقضايا العمل العربي المشترك، فقد سبق له العمل مساعدا لوزير الخارجية للشؤون العربية، ومندوبا مصريا دائما لدى جامعة الدول العربية، فضلا عن قيامه بشغل منصب نائب رئيس البرلمان العربي. وأعرب العربي عن ثقته في أن ينال ترشيح الفقي قبولا وتوافقا عاما من جميع الدول العربية، وسيكون انتخابه للمنصب «عنوانا لمرحلة جديدة للاستمرار في تنشيط العمل العربي المشترك الذي يقع على رأس الأولويات المصرية في مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير، وإضافة متميزة للإنجازات الهامة التي تمت أثناء تولي عمرو موسى المنصب»، على حد تعبيره في البيان. ووجه العربي باسم الحكومة المصرية الشكر للأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، على «إخلاصه وجهوده وإنجازاته في سبيل دعم العمل العربي المشترك». وفي تعليقه على هذا الترشيح، أكد مصطفى الفقي إيمانه العميق بأهمية أن يتواصل دور الجامعة العربية وأن يتم تفعيله بما يخدم المصالح العربية. ويرى مراقبون أن مصر تأمل أن ينجح مرشحها في الفوز بالمنصب، اعتمادا على علاقاته العربية وموقعه داخل البرلمان العربي، لكن آخرين يرون في الفقي تمثيلا لنظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك. وشغل الفقي منصب سكرتير الرئيس السابق للمعلومات خلال الفترة ما بين عامي 1985 و1992، كما شغل منصب رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس الشورى المنحل. وكانت تقارير إخبارية قد أشارت الأسبوع الماضي إلى أن السعودية وسوريا أبدتا ترحيبًا باسم الفقي وأبلغتا الدوائر العليا بمصر بهذا الترحيب، كما عبرت الخارجية الأردنية عن المعنى نفسه. وجرت العادة أن يحتل مصريون هذا المنصب منذ تأسيس الجامعة عام 1945، عدا الفترة التي تم خلالها طرد مصر من الجامعة إثر توقيعها اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1979. لكن ميثاق الجامعة العربية لا يتضمن نصًّا يسند منصب الأمين العام للجامعة إلى شخصية مصرية. وتنتهي الولاية الحالية للأمين العام عمرو موسى، وهو مصري أيضا، في شهر ماي المقبل.