وجهت عائلة وأقارب السجين العجوز عبد السلام مجيط، الذي يتجاوز عمره 76 سنة، النزيل السابق بمستشفى الأمراض العقلية والعصبية في وجدة، العديد من الرسائل إلى المسؤولين من أجل إطلاق سراحه وإعادة البحث في النازلة من أجل إحقاق الحق وإعادة الاعتبار له وللعدالة، وهو الشيخ العجوز الذي حكم عليه بسنة سجنا نافذا بتهمة الإخلال بالاحترام الواجب للملك. وتعود وقائع الحادث، حسب تصريح العجوز بمحضر الشرطة القضائية، حين توجه العجوز إلى المحطة الطرقية بوجدة من أجل اقتناء تذكرة سفر للعودة إلى مدينة جرادة بعد زيارة قام بها لابنه، لكنه تشاجر مع أحد وسطاء سيارات الأجرة الذي سلّمه ورقة نقدية من فئة مائة درهم ونسي أو تناسى الوسيط أن يعيد له باقي المبلغ المالي بعد استخلاص ثمن التذكرة. ولماّ ذكره العجوز بذلك انهال عليه بعبارات السبّ والشتم، مما جعل هذا الأخير يبادله السب الشتم. ونفى العجوز أن يكون مسّ المقدسات العليا للبلاد، وأكد على أنه كان يقصد بقوله اللصوص... وذكرت الرسائل بمعاناة ابنه المواطن المغربي الكندي المقيم بالديار السويسرية (مجيط عبد العزيز القاطن كذلك بالمنزل رقم 92، بحي المسيرة، جرادة) بعدما سدت في وجهه جميع الأبواب وكبرت معاناة جميع أفراد عائلته إثر اعتقال والده العجوز عبد السلام مجيط، الحامل لرقم البطاقة الوطنية F110920 والمقيم بجرادة، بتاريخ 28 يوليوز 2010، والحكم عليه بسنة سجنا نافذا بتهمة الإخلال بالاحترام الواجب للملك بتاريخ 16 غشت 2010 بالمحكمة الابتدائية بوجدة وأحيل على الخبرة الطبية استئنافيا بنفس المدينة وأودع على إثرها مستشفى الأمراض العقلية والعصبية بوجدة بتاريخ 10 نونبر 2010 بعدما أمضى ما يفوق ثلاة أشهر بالسجن المدني بوجدة . وبعد تحسن ملموس في حالته النفسية، تقول الرسائل، قرر الطبيب المعالج تسليمه إلى عائلته نظرا لكبر سنه ومعاناته من أمراض جسمانية كالبروستاتة والأمراض الصدرية) مرض السيلكوز (جراء عمله حوالي 30 سنة بمفاحم جرادة، يشهد بذلك تقرير الطبيب الذي أرسل بتاريخ 8 فبراير 2011، لكن النائب العام بمحكمة الاستئناف بوجدة كان له رأي آخر، عندما طعن في تقرير الطبيب، الأمر الذي جعل العائلة تحس بمرارة الظلم و(الحكرة) خصوصا أن ضحية هذا الظلم لا يعرف القراءة والكتابة، مريض وغير متوازن عقليا ونفسيا. وأشارت الرسائل إلى ظروف وحيثيات اعتقال العجوز عبد السلام مجيط ومحاكمته بابتدائية بوجدة وإلى حيثيات النطق بالحكم ومحاضر الضابطة القضائية، مركزة على بعض الملاحظات، منها أن هيئة المحكمة لم تأخذ بعين الاعتبار سن العجوز وحالته الصحية والنفسية، وكذا طبيعة التهمة الموجهة إلى مسن عجوز مريض لا يعرف القراءة والكتابة، وتساءلت عن مصير الشكايات المتعددة التي تقدم بها الظنين إلى وكيل الملك من أجل استرجاع نقوده التي سرقت منه بالمحطة الطرقية بوجدة فيما تم توجيه تهمة الإخلال بالاحترام الواجب للملك له بعد ذلك، والتصريحات المسجلة حيث جاء في حيثيات الحكم أن الظنين مجيط عبد السلام صرح لدى الضابطة القضائية بجرادة (...أنه كان يوجد بالمحطة الطرقية بوجدة من أجل السفر...) وهذا الكلام لا وجود له في محضر الضابطة القضائية بجرادة وأن هناك ثلاثة شهود وليس شاهدين فقط، وأن الشاهد الثالث لم يحضر أبدا إلى المحكمة رغم أنه هو الشاهد الرئيسي لكونه كانت له خصومات مع الظنين في المقهى الذي يديره بالمحطة الطرقية بوجدة .