حتى وقت قريب جدا، كان اسم جون إدواردز، المرشح الديمقراطي السابق لمنصب نائب الرئيس، يقترن بحملته النشطة لمحاربة الفقر، لكن اسمه الآن أصبح مقرونا بأحدث فضيحة جنسية تهز الحزب الديمقراطي الذي يستعد لعقد مؤتمره العام يوم الاثنين القادم. السيناتور الشاب الذي مثل ولاية نورث كارولاينا لمدة ست سنوات في الكونغرس الأمريكي، اعترف في مقابلة خاصة مع قناة ABC بالعلاقة الجنسية التي ربطته بالمخرجة رييل هانتر التي عملت لصالح حملته الانتخابية سنة ألفين وأربعة. جون إدواردز هاجمته وسائل الإعلام بعنف بداية السنة الجارية عندما أعلن ترشحه لخوض سباق الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للمشاركة في الانتخابات الرئاسية بسبب شعار حملته الذي كان يدور حول محاربة الفقر، في الوقت الذي كان يحلق فيه شعره الأشقر اللامع بألف وخمسمائة دولار أمريكي فقط! لكن وسائل الإعلام عادت وصفحت عنه بعدما أعلنت زوجته إصابتها بنوع قاتل من سرطان الثدي، ووقفت إلى جانبه خلال أحد التجمعات الانتخابية وقالت بصوت متهدج «هذا زوجي، إنه رجل مستقيم وسيعمل لصالح أمريكا، لهذا سأظل معه في حملته الانتخابية رغم مرضي... أطلب منكم التصويت لصالحه». جون إدواردز اعترف في المقابلة الصحفية التي دامت نصف ساعة بأن غروره كان السبب الوحيد في اكتشاف سر العلاقة غير الشرعية التي ربطته بسيدة مطلقة رافقته في جولة خارجية إلى عدد من الدول الإفريقية. إدواردز قال إنه اعتقد أن لا أحد أبدا يمكنه اكتشاف السر الذي ظل حريصا على إخفائه لسنوات، لكن الحقيقة هي أن صحفيا واحدا من مجلة «ناشيونال إنكوايرر» ظل يتعقب السياسي الديمقراطي الوسيم لمدة سنتين، بعدما أخبرته مصادره الخاصة بوجود علاقة جنسية لجون إدواردز برييل هانتر. أصر الصحفي على كشف الوجه الآخر الذي يخفيه إدواردز عن الشعب الأمريكي وبدأ يتعقبه ليل نهار، وفي الوقت نفسه، يجمع الأدلة التي يخلفها إدواردز خلفه، إلى أن حل يوم الخميس قبل الماضي عندما ساق جون إدواردز سيارته الفارهة إلى فندق فخم بولاية كاليفورنيا واختفى داخل جناح خاص لمدة ساعتين، وخرج عند الثانية والنصف بعد منتصف الليل. كان إدواردز يقطع ردهة الفندق بسرعة عندما أوقفه صحفي مجلة «ناشيونال إنكوايرر» وسأله: «سيد إدواردز، هل كنت في الغرفة مع المخرجة رييل هانتر؟ أنا أعرف الحقيقة كاملة... ألا تعتقد أن الوقت قد حان لكي تعترف بهذه العلاقة؟». صعق جون إدواردز وسرع من خطاه حتى وجد حماما للرجال في نهاية الردهة التي كان يقطعها، وهناك اختبأ من الصحفي الفضولي واتصل بجهاز الأمن في الفندق الذي أرسل حراسا شخصيين للسيناتور السابق من أجل مرافقته إلى سيارته وحمايته من أسئلة الصحفي الذي ظل يجري خلف جون إدواردز دون استسلام! هكذا انكشف السر الذي حاول إدواردز إخفاءه، وبسبب ذلك يواجه الحزب الديمقراطي فضيحة جنسية قد يستعملها ضده الخصوم الجمهوريون في سنة انتخابية ساخنة يستعمل فيها الجانبان جميع الأسلحة المتاحة لعرقلة دخول الطرف الآخر إلى البيت الأبيض. بعض المراقبين قال إن إدواردز كان ذكيا عندما اختار الاعتراف بخيانته الزوجية في هذا التوقيت بالذات، حيث ينشغل الرأي العام بمتابعة أطوار الألعاب الأولمبية في العاصمة الصينية بكين. لكن البعض الآخر قال إن الرأي العام لن يدع أي شيء يشغله عن فضيحة سياسية كهذه تفوح منها روائح الجنس والنفوذ والمال. وعلى ذكر المال، فقد طالبت جمعيات مدنية تعمل على مراقبة صرف أموال التبرعات التي تجمعها الحملات الانتخابية للسياسيين الأمريكيين، بفتح تحقيق رسمي حول ملابسات حصول عشيقة جون إدواردز على أكثر من 114 ألف دولار خلال عملها لصالح حملته الانتخابية. كما تحولت هذه الفضيحة إلى مادة دسمة لبرامج الفكاهة المسائية التي تحظى بمتابعة شعبية كبيرة على التلفزيون الأمريكي، ومنها برنامج «جي لينو» الذي قال في حلقة برنامجه ساخرا: «هل سمعتم بفضيحة جون إدواردز الجنسية؟ إنها فضيحة لجميع الديمقراطيين على كل حال، وقد قرروا حرمان إدواردز من إلقاء كلمة رسمية في مؤتمرهم العام الأسبوع المقبل، ولكنهم عندما بحثوا عن متحدث بديل لم يجدوا غير المسكين بيل كلينتون الذي مازالت حيواناته المنوية عالقة بفستان مونيكا لوينسكي»!