قرر مهاجر مغربي في الديار الفرنسية رفع دعوى قضائية ضد إدريس بنهيمة، المدير العام للخطوط الملكية المغربية، بعد أن تمت سرقة بطاقته البنكية من داخل حقيبته، التي كانت داخل مخبأ الأمتعة في الطائرة، التابعة ل«لارام». وأوضح عثمان السكوتي، المهاجر المغربي في فرنسا منذ حوالي 27 سنة، في اتصال مع «المساء» من العاصمة الفرنسية باريس، أنه بصدد إعداد ملف متكامل رفقة محاميه الخاص من أجل رفع دعوى قضائية ضد الشركة التي يرأسها بنهيمة. وأضاف المنعش العقاري، المزداد في مدينة آسفي، أن بعض العاملين في شركة «لارام» والمكلفين بحمل حقائب المسافرين والزوار من الطائرة إلى مستودع الحقائب في مطار مراكش المنارة «متورطون» بحجج قوية، سيتم الإدلاء بها خلال مراحل الدعوى، في عملية السرقة التي تعرض لها، والتي ستكون بلا شك بمثابة الشجرة التي تخفي الغابة وستزيل ورقة التوت عن عمليات السرقة التي يقوم بها عاملون تابعون للشركة. ولم يصدق عثمان السكوتي، الذي يعمل في مجال العقار في الديار الفرنسية، حادث السرقة الذي تعرض له في مطار مراكش المنارة، من قبل إحدى الأيادي الخفية داخل المطار الدولي. وما زال «عثمان» يعيش على وقع الصدمة، «ليس لسرقة 10 آلاف درهم مني، ولكن لأن المطار الذي هو وجه المغرب يتم النصب فيه على الضيوف»، يقول «عثمان»، الذي لم يتمكن من عقد صفقات في مجال الاستثمار مع مستثمرين مغاربة وأجانب كانوا ينتظرونه في المغرب، بسبب رهن وقته في وضع شكاية لدى المصالح الأمنية والاستماع إليه ودق باب إدارة مطار «المنارة»، التي «قامت بمجهودات مقدرة وجبارة لجبر الضرر النفسي، الذي ألم بي جراء هذه الممارسات، التي تضر بصورة المغرب»، يقول «عثمان». ففي 18 يناير الماضي، حل عثمان السكوتي بمطار مراكش المنارة على متن طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية «لارام». كانت الفرحة تغمره لأنه سيرى والدته وإخوته وأصدقاءه في المدينة الساحلية، بعد شهور من الغربة وطول الغياب، لكن هذه الفرحة ستنقلب بعد حوالي أقل من 20 ساعة إلى غم وحزن شديدين، بعد اكتشاف سرقة بطاقته البنكية، وسحب مبلغ 10 آلاف درهم من حسابه الخاص. يحكي «عثمان»، في اتصال مع «المساء»، كيف أن حقائب بعض المسافرين، الذين كانوا معه على متن الطائرة القادمة من مطار «أورلي» في العاصمة الفرنسية باريس قد تأخر إحضارها إليهم، الأمر الذي أثار حفيظة الشاب ليطالب أحد عمال الشركة بالإسراع في إحضار حقيبته. كانت حركات بعض عمال شركة «لارام» تثير شكوك «عثمان»، لكن فرحة لقاء أخيه «زكرياء»، الذي كان ينتظر في بهو المطار، واستنشاق هواء بلده وزيارة عائلته وأصدقائه أنسته وضع حد للتحركات المريبة لبعض عمال الشركة، بتفتيش حقيبته حيث: «لقد أديت واجباتي المالية من أجل التأمين على حياتي وحقائبي ومالي». ففي الوقت الذي كان عثمان ينتظر حقيبته من أجل ركوب السيارة، رفقة أخيه «زكرياء»، القادم من مدينة آسفي، قام «اللص»، الذي ما زالت تحقيقات مصالح الشرطة القضائية في المدينة الحمراء جارية، بإشراف رئيس الشرطة القضائية، بالتوجه صوب شباك تابع لأحد البنوك المعروفة في منطقة المحاميد، وسحب مبلغ 5 آلاف درهم، بعدما عثر على البطاقة البنكية مرفوقة بالرقم السري داخل حقيبة المهاجر المغربي. توجه «عثمان» صوب مدينة آسفي، دون أن يدرك المصيبة التي حلت به. لكنْ في صباح اليوم الموالي، وعندما قرر التوجه صوب البنك من أجل سحب مبلغ مالي، شرع في فتح حقيبته، لكن ما هي إلا لحظات قليلة حتى تفاجأ ب»اختفاء» البطاقة البنكية. توجه مسرعا نحو وكالة بنكية تابعة للشركة العامة من أجل تجميد رصيده، وهناك سيتم إخباره بأنه تم سحب 5 آلاف درهم من رصيده يوم حلوله بالمغرب، وأنه وتم سحب مبلغ 5 آلاف درهم أخرى، قبل حضوره إلى الوكالة بأقل من نصف ساعة... ومع المساعدات التي قدمها له محمد أمين امجيد، مدير وكالة بنكية في مدينة آسفي، سيتوصل إلى تحديد الوكالات البنكية التابعة للبنك التي سُحِبت منها المبالغ المالية. ومما أثار حفيظة المهاجر المغربي إرجاع موظف في وكالة تابعة للبنك المعروف البطاقة المسروقة للصوص، بعد حجزها من لدن جهاز السحب (كيشي) دون أن يطالبهم بالبطاقة الوطنية الخاصة بهم.