دخلت علاقة وزير الثقافة بنسالم حميش ومجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية والنقابية منعطفا جديدا، بعدما اتهمته ثلاث منظمات مغربية شهيرة بسوء تسيير الشأن الثقافي والفني. ويأتي هذا الاحتجاج بعد أيام من رحيل العديد من الفنانين إلى دار البقاء، من بينهم عائد موهوب، الذي عاش آخر أيامه في وضعية فنية واجتماعية صعبة، فضلا على استمرار الاحتجاجات حول عدم تفعيل قانون الفنان الذي يمنح الحق في مجموعة من الامتيازات المهنية والاجتماعية، دون نسيان الإشارة إلى مشاكل صرف المنحة المرصودة للتعاضدية الوطنية للفنانين، التي لولا تدخلات جهات سامية لَما رأت النور، حسب ما جاء في بلاغ المنظمات الثلاث، الذي توصلت «المساء» بنسخة منه، إذ قررت فعاليات ثقافية ونقابية مقاطعة الدورة ال17 للمعرض الدولي للكتاب في الدارالبيضاء، الذي انطلقت في نهاية الأسبوع الماضي. وعمم اتحاد كتاب المغرب وبيت الشعر في المغرب والائتلاف المغربي للثقافة والفنون بلاغا موحدا تشرح فيه أسباب المقاطعة، في الوقت الذي أصدرت الجمعية المغربية للناشرين بلاغا تؤكد فيه تعليق مشاركتها في التظاهرة. واعتبر التكتل الأول أن المقاطعة جاءت نتيجة «الوضع غير الصحي»، الذي تتخبط فيه وزارة الثقافة وما يعتري طريقة تدبيرها للشأن الثقافي الوطني من هفوات ومنزلقات خطيرة، في ظل انعدام رؤية واضحة للسياسة الثقافية في المغرب. وذكر بلاغ التكتل أنه قبل أيام من تنظيم التظاهرة، لاحظت الفعاليات الثقافية والنقابية أن سلوك الوزارة الوصية لم يتغير، من خلال إحجامها عن إشراك المنظمات الثلاث. وقد انتقدت هذه الإطراف وزارة الثقافة، بعدما غضّت الأخيرة الطرف عن استضافة المكونات الفعلية للطيف الثقافي الإيطالي، وانتقدت قرار الوزارة استبعاد ثمانية بلدان إفريقية من المشاركة في الدورة السابقة لمعرض الكتاب، بحجة ارتفاع ميزانية مصاريفها. وأكدت المنظمات الثلاث أنه رغم الوعود التي قدمها وزير الثقافة، بنسالم حميش، لهذه المنظمات الثلاث ورغم الاتصالات والمراسلات، فقد تم المسّ بالدعم السنوي الذي تقدمه الوزارة لهذه الجمعيات، بعدما تم حذف نسبة مهمة برسم سنة 2010، بدعوى ترشيد النفقات التي أقرّتها الحكومة. ووجهت المنظمات الثلاث انتقادا قويا لحميش، بعدما ذكرت أنه في عهد الوزير الحالي، لم تتمكن الوزارة من تنظيم أي ندوة وطنية أو عربية تُشرّف المغرب الثقافي، بل تمادت في الإمساك عن دعم المهرجانات، كما قامت بحذف فقرة المسرحيات والعروض الفنية الموازية لفعاليات المعرض وب«الإجهاز» على المكتسبات الاجتماعية، لاسيما المنحة المرصودة للفنانين، وعدم اتخاذها أي خطوة من أجل تفعيل قانون الفنان وعدم استقرار ديوان الوزير. وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الثقافة عن أسماء الفائزين بجائزة المغرب للكتاب لسنة 2010، في أصناف الدراسات الأدبية والفنية والعلوم الإنسانية والاجتماعية والترجمة والشعر والسرديات والمحكيات. وذكر بلاغ لوزارة الثقافة، يوم الخميس الماضي، أن الاجتماع الختامي للجنة جائزة المغرب للكتاب برسم سنة 2010 انعقد مؤخرا، بحضور اللجن المختصة الخمس، وأسفر عن منح جائزة المغرب للدراسات الأدبية والفنية لمحمد بازي، عن كتابه «التأويلية العربية، نحو نموذج تساندي في فهم النصوص والخطابات»، ومنح جائزة المغرب للعلوم الإنسانية والاجتماعية مناصفة بين موسى الحاج عوني، عن كتابه «فن المنقوشات الكتابية في المغرب الإسلامي»، وحميد تيتاو، عن كتابه «الحرب والمجتمع في العصر المريني». وأضاف البلاغ أن جائزة المغرب للترجمة كانت من نصيب سعيد بنكراد، عن ترجمته من اللغة الفرنسية كتاب «سيميائيات الأهواء، من حالات الأشياء إلى حالات النفس»، لمؤلفيه ألجيرداس وغريماس وفونتينيي، بينما عادت جائزة المغرب للشعر مناصفة إلى كل من فاتحة مرشيد، عن ديوانها الشعري «مال م يقل بيننا»، محمد عزيز الحصيني، عن ديونه «أثر الصباح على الرخام». أما جائزة المغرب للسرديات والمحكيات فعادت إلى سعيد علوش، عن مصنَّف «كاميكاز».