عبر سكان حي أنزا عن نفاد صبرهم من تحمل كل أشكال المعاناة التي يعانون منها جراء الروائح والإفرازات التي تقذف بها المعامل الموجودة بمنطقة أنزا، خاصة معمل الإسمنت والزيوت وبعض معامل تصبير السمك. وأبدت خمس جمعيات تخوفها من تكرار المتاعب الصحية التي يعاني منها الكبار بالنسبة إلى الأجيال القادمة، خاصة في ظل تمادي هذه المؤسسات الصناعية في تجاهل مطالبهم، التي تؤكد ضرورة اتخاذ هذه الشركات التدابير الكفيلة بحماية السكان المحيطين بها من الآثار السلبية للمواد المنبعثة منها. وأجمعت اللجنة التنسيقية لجمعيات المجتمع المدني بأنزا على عدم السكوت عن الأضرار الصحية والنفسية الناتجة عن هذه الأنشطة الملوثة. وأكدت على إصرارها على التصدي لجميع المنشآت الصناعية التي لا تحترم سلامة وصحة الساكنة نتيجة الإفرازات السامة التي تلحقها بالبيئة الجوية والبحرية. وتتمثل أهم الملوثات التي تعاني منها منطقة أنزا، التي تضم عددا كبيرا من المعامل، في الروائح المزعجة وضجيج الآلات التي لا تتوقف ليلا ونهارا وكذا الإفرازات السامة التي يتم قذفها في البحر مباشرة، سواء عبر قنوات الصرف الصحي أو عبر مجموعة من القنوات العشوائية. وقد لاحظ بعض سكان المنطقة مؤخرا مجموعة من البقع السوداء التي تتساقط على الجدران والسيارات، والتي تظهر كل مساء ويتوقف انبعاثها نهارا، الأمر الذي أصبح يثير مخاوف السكان من أن تكون لهذه الظاهرة تأثيرات سلبية على صحة المواطنين، خاصة الأطفال منهم. يأتي هذا في ظل استمرار الجدل حول قرار إنشاء محطة لتصفية المياه العادمة بالمنطقة، والتي تعتزم الوكالة المستقلة متعددة الخدمات إنشاءها بالمنطقة، الأمر الذي يرى فيه السكان مشروعا سيضاعف من متاعبهم مع المنشآت الملوثة، في حين يرى المجلس البلدي لأكادير أنه سيلزم الوكالة باحترام دفتر تحملات المشروع، الذي ينص على احترام المعايير البيئية الكفيلة بتجنب أي آثار سلبية قد تكون لهذه المحطة على السكان.