ذكر المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية أن المغرب لا يستورد أي منتجات كالأعلاف والبيض ولحوم الدواجن والخنزير من ألمانيا، التي أصدرت قبل أيام إنذاراً بوقوع حالات تسرب لمادة «الديوكسين» السامة إلى أعلاف دهنية بنسب تتجاوز السقف المسموح به، وأوضح المكتب في بلاغ صحافي له أن الإنتاج الوطني من اللحوم وبيض الاستهلاك يغطي كل الحاجيات الداخلية، مضيفا أنه بمجرد إصدار السلطات الألمانية الإنذار بوجود أعلاف ملوثة، تم العمل بإجراءات اليقظة والحيطة، بعد إخبار المكتب كافة المصالح البيطرية في مديريات المراقبة والجودة في النقط الحدودية، لتقوية المراقبة الصحية على الواردات من المنتجات المذكورة سابقا. كما طلب المكتب من كافة المعشرين ومستوردي المنتجات الحيوانية القادمة من ألمانيا ضرورة إرفاق الواردات بشهادة صحية بيطرية وبوثيقة تظهر نتائج التحاليل المخبرية الرسمية التي تؤكد خلو المنتجات من مادة «الديوكسين» السامة. وأوضح بلاغ المكتب الوطني للسلامة الصحية للمواد الغذائية أنه يقوم قبل أي عملية استيراد لمنتجات حيوانية أو ذات أصل حيوانية إلى المغرب بتحليل للمخاطر الصحية المرتبطة بالبلدان التي تُستورَد منها هذه المنتجات، ويشترط إرفاق أي مواد مستورَدة بشهادة صحية بيطرية تكون مضمون تفاوض واتفاق موقع بين المغرب والبلدان التي تحترم التشريع المغربي والمعايير الدولية المعمول بها في هذا المجال. وتتم في نقط التفتيش الحدودية ومصالح مديريات المراقبة والجودة مراقبة منهجية للمنتجات الحيوانية أو ذات الأصل الحيواني المستوردة إلى المغرب قبل السماح لها بالدخول إلى التراب الوطني، وتشمل عملية التفتيش مراقبة الوثائق المرافقة للمنتجات المستوردة، للتأكد من سلامتها ومن سلامة هذه المنتجات وعدم تشكيلها أي خطر على صحة المستهلكين أو على صحة المواشي، ومن المواد الخطيرة نجد «الديوكسين». كما يتم بحث في الجوانب المتعلقة بمطابقة الواردات مع ما هو مسجل في الوثائق المسلمة من لدن السلطات الصحية في البلد الأصلي، فضلا على مراقبة فيزيائية، لفحص ظروف نقل وتبطيق المنتوج المستورَد، فضلا على تحريات مخبرية على هذه الواردات، وفي حال الوقوف على اختلال في الجوانب المشار إليها، يتم حجز البضاعة وإتلافها، طبقا للقوانين المعمول بها. وقد اندلع جدل في ألمانيا في الفترة الأخيرة بعد تسجيل مادة «الديوكسين» بنسب عالية في أعلاف دهنية، ثم في لحوم طيور وبيض وخنازير، مما أدى إلى عزوف المستهلك المحلي عن شراء هذه الأغذية، مما كبد المزارعين خسائر كبيرة. وقد منعت السلطات في ولاية ألمانية غرب البلاد 113 مزرعة من بيع منتجاتها، ليصبح عدد الضيعات التي يحظر عليها تصريف منتجاتها في الولاية 160 مزرعة، رغم أن وزارة الزراعة وحماية المستهلك في الولاية كانت قد أكدت وجود انفراج في الوضع وإلغاء حظر تصريف المنتجات المفروض على بعض الضيعات. وتشير تقارير إلى أن تلوث الأعلاف المنتَجة في ألمانيا جاء نتيجة استخدام دهون نباتية ملوثة. وتعد مادة «الديوكسين» من العناصر الكيميائية التي لا تتحلل في الطبيعة بسهولة وتدخل ضمن السلسلة الغذائية وتتراكم في دهون الأسماك واللحوم والحليب ومشتقاته، مشكّلة خطورة عند تراكمها في جسم الإنسان، إذ تضر بجهاز المناعة، وقد تصيب الإنسان ببعض الأنواع من السرطان.