هدد عدد من الباعة المتجولون في حي «عوينات الحجاج» الشعبي في مدينة فاس، في تصريحات أدلوا بها ل«المساء»، ب«الخروج» إلى الشارع للاحتجاج ضد تصرفات رجل سلطة. وقد طالب العشرات من هؤلاء، في عريضة تحمل توقيعاتهم، توصلت «المساء» بنسخة منها، السلطات الإدارية ب«التدخل» لحمايتهم من «التسلط الممارَس علينا من طرف قائد المنطقة، الذي لا يتوانى في سبنا وشتمنا بدون وجه حق»، بغرض حماية «استقرار هذه المنطقة الشعبية»، تورد العريضة. وقد تحدث مجموعة من بائعي السمك والخضر والفواكه والتجار الصغار في هذا الحي الشعبي، الذي يعتبر من أكبر الأحياء العشوائية المجاورة للحي الصناعي سيدي إبراهيم وللقطب الجامعي «ظهر المهراز»، (تحدثوا) عن كون قائد المنطقة يعمد إلى مصادرة بطائقهم الوطنية و«يتلف» قوت يومهم و«يصل به الأمر إلى حد وصفنا بأشياء نستحيي من ذكرها»، تضيف العريضة. وقد سبق لمواطن ينتمي إلى النفوذ الترابي لهذه الملحقة الإدارية أن قرر رفع دعويين قضائيتين ضد هذا القائد، الأولى في المحكمة الابتدائية والثانية في المحكمة الإدارية. ويتهم المواطن محمد الدحماني قائد المنطقة ب«التعسف في استعمال السلطة»، على خلفية تدخله، رفقة أعوان سلطة ورجال القوات المساعدة، لهدم «سترة» في منزله، دون احترام الإجراءات القانونية. وأشار هذا المواطن، في شكايته، إلى أن القائد قام ب«اقتحام» منزله في غيابه وصعد إلى السطح وقام بهدم «السترة»، التي أكد أن بناءها يعود إلى ما قبل حوالي 4 سنوات، واتهم القائدَ ب«حجز» بعض أمتعته وطالب هذا المواطن والي الجهة بالتدخل لفتح تحقيق في النازلة. و«يشن» قائد المنطقة، رفقة أعوانه، حملات على الباعة المتجولين في حي «عيونات الحجاج». وعادة ما تؤدي هذه الحملات إلى «إتلاف» معروضات هؤلاء الباعة، قبل أن يتم «الدوس» عليها بالأقدام. كما يشن قائد المنطقة حملات أخرى على بعض المحلات التجارية والحرفية، بمبرر عدم توفرها على «تراخيص» مزاولة هذه الحرف، ويتم «إتلاف» بعض من سلع هؤلاء التجار والحرفيين. ويتساءل تجار المنطقة وباعتها المتجولون عن «سر» هذه الحملات و»المعايير» التي تعتمدها، في حي شعبي ما زالت «العمارات» العشوائية تنبت في أطرافه، دون أن تتدخل السلطات الإدارية لمحاربة هذا البناء العشوائي في حي يُقدَّم على أنه «نبت»، في الأصل، بطريقة عشوائية، وسط تواطؤات بين مسؤولين إداريين ومنتخَبين وأعوان سلطة، قبل أن يشكل أبرز «نقطة سوداء» بالقرب من وسط العاصمة العلمية للمغرب.