الزمامرة والوداد للانفراد بالمركز الثاني و"الكوديم" أمام الفتح للابتعاد عن المراكز الأخيرة    بووانو: حضور وفد "اسرائيلي" ل"الأممية الاشتراكية" بالمغرب "قلة حياء" واستفزاز غير مقبول    النقابة المستقلة للأطباء تمدد الاحتجاج    اعتقال بزناز قام بدهس أربعة أشخاص        بمناسبة رأس السنة الأمازيغية.. جمهور العاصمة على موعد مع ليلة إيقاعات الأطلس المتوسط    الإيليزيه: الحكومة الفرنسية الجديدة ستُعلن مساء اليوم الإثنين    فيديو "مريضة على نعش" يثير الاستياء في مواقع التواصل الاجتماعي    الكرملين يكشف حقيقة طلب أسماء الأسد الطلاق ومغادرة روسيا    المغرب-الاتحاد الأوروبي.. مرحلة مفصلية لشراكة استراتيجية مرجعية    غضب في الجارة الجنوبية بعد توغل الجيش الجزائري داخل الأراضي الموريتانية    نادي قضاة المغرب…تعزيز استقلال القضاء ودعم النجاعة القضائية        بنما تطالب دونالد ترامب بالاحترام    الجزائريون يبحثون عن متنفس في أنحاء الغرب التونسي        محمد صلاح: لا يوجد أي جديد بشأن مُستقبلي    تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة    نيسان تراهن على توحيد الجهود مع هوندا وميتسوبيشي    سوس ماسة… اختيار 35 مشروعًا صغيرًا ومتوسطًا لدعم مشاريع ذكية    توقعات أحوال الطقس اليوم الإثنين    النفط يرتفع مدعوما بآمال تيسير السياسة النقدية الأمريكية    أسعار اللحوم الحمراء تحلق في السماء!    "سونيك ذي هيدجهوغ 3" يتصدر ترتيب شباك التذاكر    تواشجات المدرسة.. الكتابة.. الأسرة/ الأب    أبرز توصيات المشاركين في المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة بطنجة    شكاية ضد منتحل صفة يفرض إتاوات على تجار سوق الجملة بالبيضاء    الحلم الأوروبي يدفع شبابا للمخاطرة بحياتهم..    تولي إيلون ماسك لمنصب سياسي يُثير شُبهة تضارب المصالح بالولايات المتحدة الأمريكية    تنظيم كأس العالم 2030 رافعة قوية نحو المجد المغربي.. بقلم / / عبده حقي    حقي بالقانون.. شنو هي جريمة الاتجار بالبشر؟ أنواعها والعقوبات المترتبة عنها؟ (فيديو)    تصنيف التنافسية المستدامة يضع المغرب على رأس دول المغرب العربي    إعلامية فرنسية تتعرض لتنمر الجزائريين بسبب ارتدائها القفطان المغربي    إدريس الروخ يكتب: الممثل والوضع الاعتباري    السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان    شركة Apple تضيف المغرب إلى خدمة "Look Around" في تطبيق آبل مابس.. نحو تحسين السياحة والتنقل    من يحمي ادريس الراضي من محاكمته؟    معهد "بروميثيوس" يدعو مندوبية التخطيط إلى تحديث البيانات المتعلقة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة على على منصتها    كيوسك الإثنين | إسبانيا تثمن عاليا جهود الملك محمد السادس من أجل الاستقرار    أنشيلوتي يشيد بأداء مبابي ضد إشبيلية:"أحيانًا أكون على حق وفترة تكيف مبابي مع ريال قد انتهت"    حكيم زياش يثير الجدل قبل الميركاتو.. الوجهة بين الخليج وأوروبا    اختتام أشغال الدورة ال10 العادية للجنة الفنية المعنية بالعدالة والشؤون القانونية واعتماد تقريرها من قبل وزراء العدل في الاتحاد الإفريقي    شركات الطيران ليست مستعدة للاستغناء عن "الكيروسين"        الموساد يعلق على "خداع حزب الله"    مواجهة نوبات الهلع .. استراتيجية الإلهاء ترافق الاستشفاء    إنقاذ مواطن فرنسي علق بحافة مقلع مهجور نواحي أكادير    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هؤلاء النساء تسبّبن في الإطاحة بحكم أزواجهن
عندما يتحول لقب «السيدة الأولى» من نعمة إلى نقمة
نشر في المساء يوم 23 - 01 - 2011

بمجرد ما سقطت ورقة التوت الأخيرة وبرزت عورة نظام زين العابدين بن علي وفراره خارج بلده، توجهت أصابع الاتهام مباشرة إلى ليلى بن علي، «السيدة الأولى»
السابقة لتونس متهمةً إياها بكونها السببَ الرئيسيَّ في تقويض ركائز حكم زوجها، فالكثيرون يؤكدون أن ليلى كانت الحاكمَ الفعليَّ لتونس خلال السنوات الأخيرة، حَكمتها من وراء ستار بقفاز حديدي مغلّف بالحرير... لم تكن ليلى بن علي أولَ سيدة أولى تدق المسمار الأخير في نعش حكم زوجها، بل سبقتها إلى ذلك كل من ماري أنطوانيت، ملكة فرنسا، الملكة نازلي والملكة فريدة وأميرات أخريات في سقوط النظام الملكي في مصر، إميليدا ماركوس، سيدة الفلبين وإ يلينا تشاوشيسكو، سيدة رومانيا... سنسرد حكايات سقوطهن المريع والمذل أو النهاية المأساوية لهن ولأزواجهن.
ليلى بن علي.. الحلاقة التي أصبحت سيدة قرطاج
في كتاب «ليلى بن علي ملكة قرطاج.. يد مبسوطة على تونس» وصف مؤلفاه الفرنسيان، نيكولا بو وكاترين كراسي، ليلى بن علي بأنها لم تتوانَ في جعل يد أسرتها من آل الطرابلسي وأصهارها مبسوطة على تونس، مكونين مملكة اقتصادية تشمل جميع القطاعات من الهاتف الخلوي، البنوك، التعليم الحر، السياحة، الفلاحة والعقار... ومن المستحيل مرور صفقة فوق أرض قرطاج دون أن تحمل «مباركة» السيدة الأولى لتونس.
واعتبرت وثائق «ويكليكس» (التي كان بن علي أول ضحاياها) أن ليلى تملك سلطة أقوى من سلطة زوجها، بإمكانها أن تطيح بالوزراء وتأتي بآخرين، مشيرة إلى حجم الفساد والوساطة المستشريين بين عائلة بن علي والطرابلسي.
فيما كانت تؤكد المعطيات الرسمية أن ليلى حاملة لدكتوراه في السوسيولوجيا، كانت الأوساط المعارضة لنظام زوجها تؤكد أنها حاصلة على دكتوراه في «الحجامة» أي الحلاقة، باعتبار ليلى حاملة للشهادة الابتدائية فقط وحاصلة على دبلوم للحلاقة مكنها من العمل في صالون في ساحة برشلونة في العاصمة التونسية. ولدت ليلى الطرابلسي، التي رأت النور في أحد أفقر أحياء العاصمة التونسية سنة 1957، لأب يعمل بائعا للخضر والفواكه وترعرعت وسط عائلة كبيرة مكونة من 11 فردا، التقت في سن الثامنة عشرة برجل أعمال يدعى خليل معاوي، صاحب وكالات للأسفار وتزوجته، قبل أن يقع الطلاق بينهما بعد 3 سنوات. عملت كسكرتيرة في شركة للألبان، حيث تعرفت إلى مديرها، فريد مختار، الذي عيّنها سكرتيرة في شركته الكبرى. كما عملت في التجارة بين تونس وإيطاليا، وقيل إنها عملت كبائعة ورد في باريس وذهب البعض إلى أبعد من ذلك!...
تعرفت ليلى على بن علي سنة 1980، حين توسط لها أحد الأشخاص لديه لاسترجاع جوازها الذي صودر منها، بسبب كثرة سفرياتها، ليقع بن علي صريع ليلى ذات الجمال الأخاذ، فنقل أسرتها من الحي الفقير إلى أكثر أحياء العاصمة رُقيا، وبدأت ليلى تقطع مع صورتها القديمة كحلاقة طيلة علاقتها ببن علي، التي استمرت لثمان سنوات، وهيأت نفسها أيضا للظهور بمظهر «السيدة الأولى»، بعد أن تأكدت من أن بن علي في الطريق إلى الانقضاض على كرسي قرطاج، بعد عزله الرئيس الراحل لحبيب بورقيبة، بتهمة الجنون والخرَف، وكان هذا الأخير يضع زوجته «وسيلة» فوق الجميع. وبدوره، وضع بن علي، بعد أيام قليلة من توليه الرئاسة، ليلى الطرابلسي -التي صارت ليلى بن علي- فوق الجميع، بعد تطليقه زوجتَه الأولى نعيمة الكافي، أم بناته الثلاث، وابنة الجنرال علي الكافي، الذي كان له الفضل في تحويل مسار بن علي من عسكريّ إلى ضابط، فقد كانت مكانة الجنرال الكافي في عهد الرئيس الحبيب بورقيبة كافية كي يتمكن من إرسال صهره في بعثة عسكرية إلى كلية «سان سير»، الأرقى في فرنسا، للحصول على تكوين عسكري عصري وحديث، حسب مواصفات تلك الحقبة، ومنها تابع في «شالون سير مارن» ودرس فنون المدفعية. وبعد العودة من فرنسا، أدخله الكافي إلى الاستخبارات العسكرية، حيث مركز القوة الحقيقي للنظام...
بعد أربع سنوات من زواج ليلى بن علي، وبالضبط سنة 1992، كان آل الطرابلسي ينشطون في سرية نسبيا، وفي 1996، استولى بلحسن الطرابلسي، وهو الشقيق المقرب لليلى بن علي، على شركة الطيران، التي عُرفت في ما بعد باسم «قرطاج للطيران». وفي غضون سنوات قليلة، تمكنت أسْرتُها من السيطرة على أغلب القطاعات الحيوية. أما شقيقتها «جليلة»، فقد اختصت في تموين المقاهي، في حين تحول زوجها من صاحب محل صغير إلى رجل أعمال كبير، تخصص في العقارات.
ورغم العلاقة الجيدة لليلى بقصر الإليزي، فإن هذه العلاقة عرفت فتورا حين اتُّهم ابن شقيقها «عماد» بسرقة يخت لمليونير فرنسي ورفض القضاء الفرنسي وساطة قصر الإليزي، وانتهت قضية «عماد» في غشت 2009، بعد جهود طويلة بذلها سياسيون تونسيون ومحامون فرنسيون، «كوفئت» بقرار قاضي محكمة باستيا بعدم استدعاء أفراد من عائلة الطرابلسي أمام المحكمة.
أنجبت ليلى بن علي من زوجها ابنتين، «نسرين»، سنة 1988 و«حليمة»، سنة 1992، وابنا ذكرا «محمد زين العابدين»، سنة 2005.
في 2004، ترددت شائعة حول نية ليلى سجن زوجها في مكان مجهول وتولي إدارة دواليب الحكم في الظل!... ومن أجل إتمام هذه الخطة، استعانت برجل معروف يدعى هادي جيلاني وحاولت تنصيبه رئيساً لمجلس الوزراء، كي يصبح ذات يوم جاهزاً ليكون مرشحها للرئاسة. كما أنه سيكون من السهل أن يتولى جيلاني مهام الرئاسة، في أي وقت تريد «السيدة الأولى»، لأن الدستور التونسي يسمح بنقل السلطات إلى رئيس الوزراء في حال تعذَّر على رئيس الجمهورية مزاولة مهامه. وفي السنوات الأخيرة، كانت ليلى تستطيع، بولاء كبار المسؤولين في الأمن والمخابرات لها، أن تخفي عن «الرئيس» ملفات معينة، فلا «يفلت» إلى زين العابدين إلا ما تريده وتُرتّب له ليلى، حتى وُصِفت بأنها «الحاكم الفعلي لتونس»...
كانت مكانة ليلى بن علي تضاهي مكانة زوجها: تُبَثّ خطاباتها على أمواج الإذاعة والتلفزة الرسميين وصورها دائمة الظهور على الصفحات الأولى للمجلات والجرائد، التي يسيطر عليها أصهارها، بل إنها تولت إلقاء الخطاب الختامي لحملة زوجها سنة 2004.. إلا أن «مملكتها» من الأقارب والأصهار ورجالات الدولة، الذين يدورون في معسكرها، كل هؤلاء لم ينجحوا في حماية نظام زوجها، الذي انهار بحادثة إقدام شاب بسيط يبيع الخضر على حرق نفسه، ليفضح بذلك هشاشة نظام بن علي، الذي اعتقدته ليلى قويا على مدى 23 سنة...
ماري أنطوانيت.. رأس تحت المقصلة
«يد ناعمة» أخرى كانت السببَ وراء زوال الملكية في فرنسا وكانت نهايتها مريعة، لها ولزوجها أيضا، قبل أكثر من 200 سنة، إنها ماري أنطوانيت، التي أصبحت ملكة لفرنسا وسيدة قصر فرساي عام 1774 وسنها لا يتجاوز ال18، بعد زواجها من الملك لويس السادس عشر، لتنتهي حياتها 20 سنة بعد ذلك، تحت مقصلة الثوار الفرنسيين.
من أشهر ما جاء على لسانها أنها سألت ذات مرة مسؤولا رسميا عن سبب غضب الباريسيين، فكانت إجابته: «ليس لديهم خبز»، فكان ردها: «إذن دعهم يأكلون كعكا!»...
وُلدت ماري أنطوانيت عام 1755 في فيينا، وهي الابنة الصغرى لماريا تيريزا، إمبراطورة النمسا، كان زواجها «صفقة سياسية» بين فرنسا والنمسا، لإيقاف الحرب بين البلدين، نظرا إلى ضعف شخصية الملك لويس السادس عشر، فقد أصبحت ماري أنطوانيت الحاكمةَ الفعلية لفرنسا وكانت صاحبة الكلمة العليا ودائمة الفخر بقوميتيها الألمانية وبأسرتها النمساوية الملكية.
حتى تخرج من الشكليات الرسمية لحياة البلاط، تتجه ماري أنطوانيت إلى الترويح عن نفسها بالملذات، مثل الحفلات الفاخرة والتمثيليات المسرحية وسباق الخيول والمقامرة، كما اتخذت من الأرستقراطي السويدي فيرسن عشيقا لها.
بينما كان الشعب الفرنسي يعاني من شظف العيش ومن أزمة مالية خانقة، لم تتردد في عزل كل من حاول الوقوف في وجه ملذاتها، عن طريق خفض النفقات الملكية، حتى أصبحت ماري مكروهة جدا من طرف الفرنسيين وزادت من غضب الشعب، بسبب معارضتها العنيدة للتغييرات الثورية. قام الملك، بنصيحة من ماري، بحشد الجنود حول فرساي مرتين في عام 1789، إنما أعقب المرتين العنفُ وأصبحت السلطة الملكية أضعفَ مما كانت عليه.
في سنة 1789، ثار الشعب وذهب إلى سجن «الباستيل» وكان هذا السجن مركز قوة فرنسا، وبسقوطه، تسقط فرنسا. بعد سقوط «الباستيل»، اتجه الشعب صوب قصر «فرساي»، حيث ألقي القبض عليها وعلى زوجها الملك وأولادها، ماريا تريز، وولي العهد، لويس السابع عشر، وعلى 13 خادما وُضعوا في قصر صغير، لكن ماري لم تقبل بهذا، فجاء حبيبها فيرسن بعربة من عربات العامة وحاول تهريبها، هي وزوجها وأولادها إلى النمسا، وكان شقيقها الإمبراطور ليوبولد الثاني ينتظرها على الحدود حتى يأخذها ويعلن الحرب على فرنسا، لكنْ اكتُشف أمر هروبها فتم الإمساك بها وبمن معها.
أجبر الملك لويس السادس عشر عن التنازل عن العرش ليحكم عليه بقطع الرأس، ونفذ الحكم في 21 يناير 1793 في ساحة «كونكورد»، بينما أعدمت ماري أنطوانيت في أكتوبر 16 أكتوبر 1793م، بعد أن اقتيدت بعربة مكشوفة دارت بها في شوارع باريس، حيث رماها الشعب الفرنسي الثائر والغاضب بالأوساخ وبكل ما يقع تحت أيديهم، وقصوا شعرها الطويل، ثم وضعوا رأسها في المكان المخصص في المقصلة التي أطاحت برأسها.
بقي ولي العهد -الطفل وحيدا في السجن، ثم مات بعد فترة، متأثرا بمرضه، وبذلك أنهت عنجهية ماري أنطوانيت ولامبالاتها عصر الملكية في فرنسا بطريقة مأساوية.
إميلدا ماركوس.. الفراشة الحديدية للفلبين
بعد سقوط نظام زوجها، فرديناند ماركوس، في الفلبين سنة 1986، تندّر الكثيرون على إميلدا ماركوس بلقب «سيدة الأحذية الأولى»، بعد أن عُثِر داخل خزانة ملابسها في القصر الرئاسي «ملكانيانغ» على ثلاثة آلاف (3000) زوج أحذية من أرقى العلامات الفاخرة، إضافة إلى 200 معطف فرو وعدد من المقتنيات الثمينة.
ولدت إميليدا رومالديز لأسرة متواضعة سنة 1929، وعندما بلغت مرحلة الصبا، لم تجد سوى جمالها الذي توجها بعد عدة ألقاب محلية، منها «وردة تاكلوبان»، «ميس ليت»، بملكة جمال الفلبين في سن ال18 عشر من عمرها، لتدخل دائرة الضوء وتصبح عارضة أزياء ومغنية.
تعرفت على زوجها السياسي الشاب فرديناند ماركوس، المنتمي إلى الحزب الوطني، سنة 1953 في سهرة، وتزوجا في نفس السنة، في حفل حضره رئيس البلاد آنذاك رامون ماغسياس، الذي قبِل أن ينظم حفل استقبال الزوجين في حديقة القصر الرئاسي، لتضع إميلدا نصب عينيها أن تكون سيدته الأولى يوما ما.
استطاعت إميلدا أن تستغل جمالها وحضورها الطاغي وتأثيره القوي وعلاقاتها الواسعة في تلميع صورة زوجها فرديناند وتدفع به إلى الأمام، ليتوج مجهودها حين تقدم إلى الانتخابات الرئاسية الفلبينية سنة 1965 ليصبح الرئيس العاشرَ للفلبين وتصبح هي «السيدة الأولى»... وبعد انتهاء ولايته الأولى، تقدم مرة أخرى -وبتشجيع منها- إلى الانتخابات سنة 1969، ليعاد انتخابه ويكون أولَ رئيس فلبيني يعاد انتخابه مرتين.
وفي سنة 1972، أعلن فرديناند -بإيعاز من إميلدا، الحاكم الفعلي للفلبين- عن فرض الأحكام العرفية، للحفاظ على منصبه، وتولت هي منصبي وزير الإسكان وسفير فوق العادة لمانيلا.
عاشت إميلدا إلى جوار زوجها حياة من النوع الذي لا يعيشه أغلب الناس، سوى في الأحلام وامتلكت المال والنفوذ الذي يترافق معه. كانت تدور في العالم باعتبارها المبعوثةَ الشخصية لزوجها.. وقابلت الملوك والرؤساء: استقبلها جونسون ونيكسون وكارتر وريغان، رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، والعقيد معمر القذافي، صدام حسين، ماو تسي تونغ والملك الحسن الثاني وغيرهم. كما أنها رقصت وغنت مع نجوم السينما والتلفزيون العالميين.
بدأ غليان الشعب ضد إميلدا حين تناهى إلى علمهم إنفاقها 5 ملايين دولار على «الشوبينغ» في نيويورك وشرائها شقة فاخرة في مانهاتن ولوحات وتحفا ومجوهرات باهظة الثمن، كما أنفقت ملايين الدولارات لاستضافة مسابقة ملكة الجمال سنة 1974 وخصصت مليارات الدولارات لاحتضان مهرجان سينمائي.
جعلت هذه النفقات الوضع الاقتصادي في الفلبين يتدهور وبدأت الضغوط تتزايد على فرديناند ماركوس، المريض بالسرطان والفشل الكلوي سنة 1984، لكن هذا الأخير أراد أن يثبت للجميع أنه ما يزال الرجلَ القوي، ولكنْ، هذه المرة، لم يواجه ماركوس معارضة مشتتة كالعادة وإنما معارضة ملتحمة موحدة تحت زعامة كورازون أكينو، زوجة الزعيم الراحل بنينو أكينو، الذي كان على خلاف حاد مع إميلدا ماركوس، التي كانت تكرهه وتحقد عليه، لكشفه اختلاساتها من أموال الحكومة، واغتيل بعد نفيه، على سلم الطائرة، وهو عائد إلى مانيلا...
رن جرس الهاتف في قصر «ملكانيانغ» في مانيلا. كان على الطرف الآخر الرئيس الأمريكي رونالد ريغان، الذي نصح فرديناند بمغادرة الفلبين فورا، ليخرج الرئيس و«السيدة الأولى» نحو منفاهما في هاواي، حيث ستخلفه على كرسي رئاسة الفلبين كورازن أكينو سنة 1986، ويموت الرئيس المخلوع سنة 1989، وتخوض زوجته «الفراشة الحديدية»، كما لقبها الشعب الفلبيني، معركة إثبات براءتها من تهمة فساد وتهريب أموال كسبتها سنة 1992 بفضل جيش من المحامين، لتعود إلى الفلبين وتخوض معركة رئاسية خاسرة. ومازالت إميلدا تعيش في مانيلا في شقة مع صور وذكريات زمن كان لها وأصبح عليها...
الملكة نازلي، فريدة وأخريات
الملك فاروق، آخر ملوك مصر من أسرة محمد علي، لم تكن سيدة واحدة سببا في سقوط عرشه، بل عدة نساء، منهن، والدته، الملكة نازلي ومطلقته، الملكة فريدة وشقيقته، الأميرة فتحية.
بعد أن تولى الملك فاروق العرش سنة 1937، خلفا لوالده الملك فؤاد، لم يكن سنه يتجاوز ال17، فتزوج من صافينياز ذو الفقار، سنة 1938 وغير اسمها إلى الملكة «فريدة».
أنجبت الملكة «فريدة» ثلاث بنات للملك فاروق، هن الأميرات فريال، فوزية وفادية. كانت الملكة فريدة محبوبة من الشعب المصري، وحين طلقها الملك فاروق سنة 1948، كان ذلك أحدَ أسباب تراجع شعبيته بين الشعب.
ساهمت الملكة الأم، أي الملكة نازلي، بدورها في تراجع شعبية ابنها الملك فاروق، حين شاعت علاقة غرامية سرية بينها وبين أحمد حسنين باشا، رئيس الديوان الملكي، الذي توفي في «حادثة» سير غامضة. في سنة 1946، قررت الملكة نازلي الرحيل عن مصر، فجمعت ما استطاعت لها من الأموال في سرية تامة، وأذن لها الملك فاروق بالسفر إلى فرنسا، بحجة العلاج من مرض الكلي. وبالفعل، سافرت إلى سويسرا ومنها إلى فرنسا واستقرت فيها عدة أسابيع للعلاج، ولكن حالتها لم تتحسن، فسافرت إلى الولايات المتحدة للعلاج أيضا، واصطحبت معها ابنتيها فايقة فتحية بنت فؤاد الأول» وفتحية وكل من كانوا معها في فرنسا، بمن فيهم موظف علاقات عامة صغير اسمه رياض غالي. قامت ضجة كبيرة في مصر بعد زواج الأميرة فتحية من رياض غالي، القبطي المسيحي، وما لبث الملك فاروق أن أصدر قرارا بحرمانها من لقب «الملكة الأم»، في جلسة مجلس البلاط في فاتح غشت الأميرة فتحية.
لم ينفع زواج الملك فاروق من الملكة ناريمان وولادة ولي العهد أحمد فؤاد من تقوية شعبيته، التي انتهت بثورة ما سمي «ثورة الضباط الأحرار»، ليخرج من مصر سنة 1952، رفقة «ولي العهد» وبناته الثلاث والملكة ناريمان، التي ما لبثت أن طلبت الطلاق وعادت إلى مصر. أما شقيقة الملك فاروق، الأميرة فتحية، فقد ماتت سنة 1976 برصاصة من زوجها رياض غالي بعد إفلاسهما، في حين عاشت والدته الملكة نازلي شيخوختها في شقة للفقراء إلى أن توفيت سنة 1978 ودفنت في مقبرة مسيحية..
وجاء في مذكرات الملكة ناريمان أن كل ما أشيع عن زوجها من حياة اللهو والنساء كذب وبهتان وأنه كان رجلا وطنيا، لكن الحاشية التي أحاطت به وخلافات عائلية كانت وراء المشاكل التي عانى منها ووراء «المصير» الذي انتهى إليه.
وجاء في مذكرات طليقته الملكة فريدة، أيضا، أنها لو كانت تعرف أن الملك فاروق كان سيفقد العرش، بسبب طلبها الطلاق، لَما أقدمت على ذلك إطلاقا، وأبدت ندمها الشديد على خطوتها تلك...
إيلينا تشاوشيسكو... العالمة و أم الفقراء
يقال إنها كانت الحاكم الفعلي لرومانيا، وبتصرفاتها الطائشة واللامسؤولة و«بطانة السوء» التي حامت حولها، دفعت الشعب الروماني إلى الثورة ووضع نهاية لنظام زوجها بعبارة «تشاو تشاوشيسكو»، أي «وداعا تشاوشيسكو»، الذي استمر من سنة 1965 إلى سنة 1989...
إنها إيلينا تشاوشيسكو، التي تؤكد بعض الكتابات أنها كانت امرأة عادية ولكنها متعطشة للسلطة، وعندما تمكنت منها، جعلتها طريقتها المفضلة إلى المال والنفوذ والظلم والجور والقهر، وحين تمّت لها السيطرة على كل شيء، أخذت تعيد صياغة شخصيتها من جديد، فصدقت ما تسبغه على نفسها من ألقاب، مثل «أم الفقراء» و«المحسنة الكبيرة» و«العالمة»، بل وجمعت حولها أقاربها وأصدقاءها والانتهازيين، لتكتمل بعد ذلك صورة لزوجة ديكتاتور شيوعي سيئ السمعة. وعندما سقطت أرصدة زوجها الطاغية، سقطت معه، وعندما حانت لحظة القصاص منه، لاقت معه نفس المصير.
ولدت إيلينا راستروشيا سنة 1916، لأسرة ريفية متواضعة، تلقت تعليما متوسطا وعملت في مختبر كسكرتيرة ثم في مصنع للنسيج، ثم التحقت بالحزب الشيوعي الروماني سنة 1937 لتتعرف على نيكولاي تشاوشيسكو ويتزوجا سنة 1947، تبنيا طفلا ورزقا بطفلين آخرين.
بعد وصول الشيوعيين إلى الحكم سنة 1945، عملت إلينا كسكرتيرة في وزارة الخارجية الرومانية، وظلت تلعب دورا أساسيا في الظل، إلى أن تم انتخاب زوجها سكرتيرا عاما للحزب سنة 1965. وحتى تُغيِّر صورتها القديمة وتضع مكانها أخرى لسيدة رومانيا الأولى، منحت نفسها منصبا عاليا في الحزب وأغدقت على نفسها الألقاب العلمية، لتصبح «عالمة» في الهندسة الكيمائية، بشواهد مزورة وأطروحات جامعية مسروقة، ومن لم يسايرها في ذلك من علماء رومانيا كان يجد نفسه خارج الأكاديمية العلمية الرومانية. وكان آخر ما منحته لنفسها هو منصب نائب رئيس الوزراء.
ألغت إلينا قانون تحديد النسل، مما رفع من عدد المواليد غير المرغوب فيهم، والذين وضعوا في ملاجئ تنعدم فيها شروط النظافة.
بينما كان تشاوشيسكو وزوجته إلينا يعيشان حياة البذخ، كان الشعب الروماني يعاني من الفقر والحرمان ومن نقص في مرافق الخدمات، حيث قيل إن الزوجين المؤمنين بالأطروحة الشيوعية الاشتراكية، كانا يمتلكان قصرا منيفا بلغت مساحة المسقوف منه 45000 متر مربع، إضافة إلى 39 فيلا فاخرة منتشرة عبر ربوع رومانيا. في العقد الأخير من حكم نيكولاي تشاوشيسكو، تدهورت علاقاته بالإتحاد السوفياتي وبأوربا، ثم ببقية دول العالم، نتيجة تصرفاته التي كان يغلب عليها التبجح والفوضى، حتى قيل إنه أصيب بجنون العظمة في أواخر حكمه.
زادت تلك العزلة الدولية على رومانيا من شظف العيش للشعب الروماني بشكل غير مسبوق، مما دفع الشعب إلى الخروج إلى الشوارع وإعلان ثورة شعبية عارمة لم يرتح لها تشاوشيسكو، معتبرا إياها تحديا شخصيا له، فأمر قوات الأمن الداخلي بإطلاق النار على المتظاهرين، ليسقط 20 طالبا، الأمر الذي أغضب بقية المتظاهرين، فلجؤوا إلى العنف، الأمر الذي أغاظ تشاوشيسكو أكثر، فجلب قوات أمن إضافية لقمع المظاهرة، فكانت الحصيلة سقوط ما لا يقل عن 100 طالب وطالبة، فخرجت الجماهير إلى الشوارع تطالب بإسقاط تشاوشيسكو، وتمكنت من اقتحام القصر الرئاسي، حيث تم إضرام النيران فيه وتدمير محتوياته من أثاث إلى درجة أن مكتبة القصر الرئاسي الضخمة قد تم الإلقاء بكتبها القيّمة من النوافذ وإشعال النيران فيها.
فر الرئيس وزوجته على متن طائرة عمودية، لكنْ سرعان ما ألقي عليهما القبض من طرف مزارعين، وبعد 55 دقيقة من محاكمة صورية، صدر الحكم بإعدام الرئيس و«السيدة الأولى» رميا بالرصاص يوم 25 دجنبر 1989، حيث قيل إن الرئيس لوحده تلقى 100 رصاصة، وانتهيا معا إلى «مزبلة التاريخ»...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.