قال مصدر أمني تونسي إن الرئيس السابق، زين العابدين بنعلي، غادر بلاده فجأة وعلى وجه السرعة بعد اجتماع استمع خلاله إلى تقرير شفهي من مدير الأمن الرئاسي، الجنرال علي السرياطي، الذي يؤكد المصدر أنه خدع بنعلي وغرر به وأقنعه، في الاجتماع، بمغادرة البلاد فورا بحجة أن هجوما يستهدف القصر «فاستعجل المغادرة خشية على حياته»، وفق تعبير المصدر الذي طلب من «العربية.نت» عدم ذكر اسمه. وكشف المصدر أن زين العابدين بنعلي لم يغادر تونس مستقيلا من منصبه كرئيس للجمهورية، كما أشيع، وإلا لكان أصدر بيانا متلفزا أو مكتوبا ممهورا بتوقيعه، أو ما شابه، يشرح فيه الأسباب ويذاع بعد سفره. وذكر أن الرئيس التونسي السابق ظهر على التلفزيون قبل ليلة من مغادرته تونس باكرا صباح يوم الجمعة الماضي، فعبر عن حزنه على ما تشهده البلاد وأسفه على استخدام الشرطة القوة المهلكة ضد المتظاهرين، وأعلن عن نيته عدم ترشحه لولاية جديدة بعد 3 سنوات، ومنح الإعلام حرية كاملة وقرر التحقيق في الفساد «وهذا ما يؤكد رغبته في الاستمرار، لا في الاستقالة والمغادرة». وتابع المصدر قائلا: «بما أن الرئيس بنعلي غادر مؤقتا بناء على تقرير الجنرال السرياطي، فإنه من غير المعقول أن يسلم منصب الرئاسة إلى رئيس وزرائه، محمد الغنوشي، بحسب ما زعمه الغنوشي فيما بعد». وقال إن زين العابدين بنعلي «ربما لم يدرك حقيقة ما جرى إلا بعد وصوله إلى جدة، أو ربما وهو في الطائرة، عندها اكتشف خطة مدير الأمن الرئاسي»، وفق تعبيره.