كاد مشروع «وهمي» ل«أكاديمية دولية للتنس» أن يؤدي، صباح أول أمس الثلاثاء، إلى «تعليق» أشغال دورة «الحساب الإداري» في مقاطعة «زواغة -بنسودة» في مدينة فاس، بعدما «تمسك» أعضاء من فريق حزب العدالة والتنمية على طرح سؤال يتعلق بهذا المشروع الذي فُوّت في ملابسات ما زالت «غامضة» لشركة خاصة من قِبَل المجلس الجماعي لإحداث أكاديمية دولية للتنس، مع جلب البطل الدولي الأسبق هنري لوكونت، ذي الجنسية الفرنسية، ليتكلف بشؤون تكوين أبطال مغاربة في هذه الرياضة، لكن المشروع حاذ عن أهدافه، فيما اختفى مدير المشروع عن الأنظار، دون تقديم أي توضيحات حول «فشل» المشروع. وكان فريق مستشاري العدالة والتنمية في هذه المقاطعة (6 مستشارين مقابل 28 مستشارا استقلاليا في الأغلبية) قد طالب بإدراج هذه النقطة في جدول أعمال الدورة، إلى جانب نقط أخرى تتعلق بتفويتات قطع أرضية فوق تراب المقاطعة لشركات عقارية كبرى منحت لها رخص استثنائية لتحويل ما تبقى من أراضي المنطقة إلى بنايات إسمنتية، وما يرتبط بهذا الملف من «إجهاز» على أراضٍ فلاحية خصبة توجد في ملكية التعاونيات الفلاحية في أحواز المدينة، لكن هذه النقط تم استبعادها من قبل رئاسة المقاطعة، بمبرر «عدم الاختصاص»، وطُلِب من فريق العدالة والتنمية طرح هذه القضايا إبان دورة المجلس الجماعي، قبل أن يتهم الاستقلاليون أعضاء العدالة والتنمية، في خضم النقاش، بمحاولات «التشويش» على أشغال دورات المقاطعة، عبر اختلاق المشاكل. وطالب محمد بلهادي، المستشار عن فريق حزب العدالة والتنمية، ب»إحضار» البطل العالمي الفرنسي الأسبق هنري لوكونت لكي يقدم توضيحاته حول الأسباب الكامنة وراء فشل مشروع «أكبر أكاديمية للتنس» في المدينة، كما طالب بتكوين لجنة من المستشارين تكون مكلفة بإعداد تقرير حول ملابسات تفويت هذه القطعة لشركة من القطاع الخاص وحول «مسار» تحول المشروع الرياضي إلى مشروع تجاري خلقت داخله شركات. وعبّر هذا المستشار عن تخوفه من أن يتحول هذا المشروع، في نهاية المطاف، إلى مشروع سكني، بعدما أصبحت أجزاء منه تُخصَّص لاستقبال «نخبة» المدينة من الراغبين في «الترويج» عن النفس. وطبقا لقرار التفويت، المؤرخ في سنة 2006، والذي يحمل توقيع وزارة الداخلية، فإن المجلس الجماعي فوت هذه المنشأة للشركة بغرض إحداث أكاديمية دولية لكرة المضرب. وأسندت وثيقة التفويت تنفيذ مقتضيات التفويت إلى رئيس الجماعة الحضرية لفاس. وعمل المسؤولون في المشروع الجديد، في بداية الأمر، على استقدام هنري لوكونت، البطل الدولي في كرة المضرب -من جنسية فرنسية- لكن هذا البطل الدولي العالمي السابق لم يمكث في المدينة إلا بضعة أشهر قرر بعدَها الرحيل عن المدينة وعن المشروع الذي لم ير النور بعدُ، مفضلا العودة إلى بلده، حيث تخصص في مهام إعلامية في بعض القنوات الفرنسية، و«أجهض» مشروع قدم على أنه سيكون «مشتلا» لصنع أبطال مغاربة في كرة المضرب. ولم يحضر العمدة حميد شباط وزوجته فاطمة طارق، المستشاران في مقاطعة «زواغة -بنسودة»، أشغال هذه الدورة التي صادقت على الحساب الإداري بالإجماع، لكنْ طرحت فيها كذلك «اختلالات» في مصلحة «التصميم» في المقاطعة، والتي قُدّمت من قِبَل أعضاء فريق العدالة والتنمية على أنها من أكبر المصالح التي ينتعش فيها «سوء التدبير» وتتعرض فيها عدد من رخص البناء ل»تماطل» غير مُبرَّر يقال إن الغرض منه هو فرض «ابتزاز» المواطنين. ويصطف حزب العدالة والتنمية في صف «المعارضة» في المدينة، إلى جانب حزبي الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي، لكن صوته «المعارض» قد «خمد» في الآونة الأخيرة وعوضه حزب الأصالة والمعاصرة، الذي دخل مع حزب الاستقلال في صراع وصل إلى حد «الصدام» في بعض دورات المجلس الجماعي.