قضت محكمة أمن الدولة العليا بمصر بإعدام مسلم أدين بقتل شرطي مسلم وستة أقباط في مدينة نجع حمادي بمحافظة قنا في جنوب البلاد لدى خروجهم من قداس عيد الميلاد في السادس من يناير العام الماضي. وأعلنت المحكمة أنها ستنطق بالحكم في حق متهمين آخرين، هما قرشي أبو الحجاج علي وهنداوي محمد السيد في 20 يناير الجاري. وكان المتهمون الثلاثة أحيلوا على محكمة أمن الدولة العليا(طوارئ)، وهي محكمة استثنائية منشأة بموجب قانون الطوارئ، بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، و«الإضرار العمدي بالمصلحة القومية والأمن العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه إلى الخطر». و عند حدوث هذه الفاجعة، كانت وزارة الداخلية المصرية قد أعلنت توصلها إلى ثلاثة متهمين بارتكابهم الجريمة، مشيرة إلى أنهم سلموا أنفسهم طواعية للأمن. وقال بيان صادر عن الوزارة، تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «نتيجة لإحكام أجهزة الأمن الحصار على المنطقة الزراعية بين مركزي فرشوط ونجع حمادي، وإغلاق طريق الهروب المؤدي إلى الجبل الغربي، وتضييق الخناق على المتهمين، قام كل من محمد أحمد حسن الكموني، وقرشي أبو الحجاج محمد علي، وهنداوي السيد محمد حسن، بتسليم أنفسهم لأجهزة الأمن»، وأخضعتهم النيابة العامة للتحقيق الفوري. وقالت الشرطة إن المتهمين الثلاثة اعترفوا في تحقيقات النيابة بارتكابهم الجريمة، فتقرر حبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيق. وكان النائب العام المصري، المستشار عبد المجيد محمود، قد انتقل إلى نجع حمادي، وأجرى معاينة للحادث، كما أشرف على التحقيقات بعد أن سلم المتهمون أنفسهم، وأمر بسرعة استكمال التحقيقات لمعرفة ظروف الحادث وملابساته من أجل تقديم المتهمين إلى محاكمة جنائية عاجلة. واستمعت نيابة سوهاج لأقوال ستة من المصابين في الحادث، وهم: شنودة منير (20 عاما)، وإبرام ميشال (17 عاما)، وجوزيف صاموئيل (19 عاما)، ووجدي شنودة (25 عاما)، وأبانوب نشأت (18 عاما)، وكيرلس وجيه (16 عاما). ومن جانبه، صرح مساعد أول وزير الداخلية للأمن العام سابقا بأن الوزارة بذلت جهودا مكثفة لتحديد الجناة، كما تمت مطاردتهم في الأماكن التي توجهوا إليها، في منطقة تقع ما بين نجع حمادي وفرشوط، وهي عبارة عن منطقة زراعية بها مساحات كبيرة من زراعات القصب متاخمة لمنطقة جبلية. وأشار مساعد أول وزير الداخلية للأمن المصري إلى أن شهود عيان كان لهم الفضل في تحديد هوية المتهمين، وأكدوا التحريات التي قامت بها الأجهزة الأمنية، مشيرا إلى أن التحريات لم تتوصل إلى وجود شركاء للمتهمين في الحادث، بالإضافة إلى أن اعترافات المتهمين أيضا لم تشر إلى وجود شركاء آخرين لهم. و يشار إلى أن مدينة فرشوط، القريبة من نجع حمادي بمحافظة قنا، كانت قد شهدت آنذاك صدامات طائفية قبيل شهرين من وقوع الجريمة، إثر اتهام شاب مسيحي باغتصاب طفلة مسلمة عمرها 12 عاما، وتم على إثرها تدمير محلات تجارية للمسيحيين. ويأتي هذا الحكم بالإعدام بعد اعتداءين استهدفا الأقباط، أولهما في تفجير الإسكندرية، الذي أوقع عشرين قتيلا ليلة رأس السنة، والثاني في محافظة المنيا (300 كيلومتر جنوبالقاهرة) و أوقع قتيلا وخمسة جرحى .