معنويات رجال الأعمال المغاربة مرتفعة، هذا ما يؤكده بحث أنجزه بنك المغرب، فقد تطور نشاط جميع القطاعات باستثناء قطاع النسيج الذي يعاني صعوبات تجعله مفتوحا على أزمة خلال الأشهر القادمة، وذلك بفعل المنافسة المحتدمة في السوق الأوربي والركود الذي يعرفه هذا الفضاء. وصرح 60 في المائة من رؤساء المقاولات المستجوبين بأن الإنتاج الصناعي ارتفع بين ماي ويونيوالماضيين، مقابل 22 في المائة من رؤساء المقاولات الذين اعتبروا أن نشاطهم تراجع. وهم الارتفاع جميع فروع النشاط الصناعي، باستثناء الصناعات الكهربائية والالكترونية، حيث عرف النشاط تراجعا بين ماي ويونيو. ووصل استعمال القدرات الإنتاجية إلى حوالي 71 في المائة، مسجلا تراجعا بنسبة 2 في المائة، وبلغ هذا المعدل 81 في المائة في الصناعات الكهربائية والإلكترونية و72 في المائة في الصناعات الكيماوية وشبه الكيماوية و67 في المائة في صناعات النسيج والجلد والصناعات الغذائية. ويتوقع الصناعيون أن يرتفع الإنتاج خلال الثلاثة أشهر القادمة، بحيث سيهم جميع فروع القطاع الصناعي، باستثناء النسيج والجلد، حيث يترقب المهنيون انخفاض النشاط. بل إن هذا القطاع لم يستفد من التحسن الذي ميز مبيعات القطاعات الأخرى. وارتفعت الطلبيات في يونيوفي جميع القطاعات الصناعية، باستثناء الصناعات الكيماوية وشبه الكيماوية، واعتبر رجال الأعمال المستجوبون أن المستوى الحالي للطلبيات يفوق المستوى العادي في جميع الفروع، باستثناء النسيج والجلد والصناعات الغذائية، حيث تعتبر منخفضة عن المستوى العادي. وفي ما يخص الأسعار، يشير البحث إلى أنها ارتفعت في جميع القطاعات، خاصة في الصناعات الكيمياوية وشبه الكيماوية. وبالنسبة إلى الأشهر الثلاثة القادم، يرتقب أن تواصل الأسعار ارتفاعها في جميع القطاعات، باستثناء النسيج والجلد، حيث يتوقع المهنيون انخفاضا للأسعار. وفي موضوع ذي صلة، كانت المندوبية السامية للتخطيط قد أكدت أن رؤساء المقاولات يتوقعون استمرار تحسن نشاط قطاعات البناء والأشغال العمومية في الفصل الثاني من سنة 2008، فضلا عن قطاع الصناعة التحويلية وارتفاع إنتاج الطاقة والمعادن. وحسب مذكرة إخبارية حول نتائج بحوث الظرفية المتعلقة بالفصل الأول لسنة2008 وتوقعات الفصل الثاني من نفس السنة، التي أنجزتها المندوبية السامية للتخطيط، فإن التوقعات المقدمة، برسم الفصل الثاني من سنة 2008، تشير إلى استمرار تحسن نشاط قطاع البناء والأشغال العمومية، وذلك بفضل الانتعاش المرتقب في أنشطة «الأشغال البنائية الضخمة» و«الأشغال المختصة في الهندسة المدنية» و«الترصيص (الماء والغاز»). وأوضح نفس المصدر أن قطاع الصناعة التحويلية سيعرف أيضا تحسنا خلال الفصل الثاني من سنة2008 مقارنة بالفصل السابق. وأشارت المندوبية السامية للتخطيط إلى أنه من المنتظر أن يعرف قطاعا الطاقة والمعادن ارتفاعا في الإنتاج، ويعزى ذلك إلى الارتفاع المتوقع في إنتاج الطاقة الكهربائية بالنسبة إلى قطاع الطاقة، والارتفاع المزدوج المتوقع في إنتاج المعادن الحديدية والمعادن غير الحديدية بالنسبة إلى قطاع المعادن. وفي ما يخص التشغيل، يضيف نفس المصدر، فإن مسؤولي المقاولات يتوقعون أن يعرف الفصل الثاني من سنة2008 ارتفاعا في أعداد اليد العاملة في قطاعات البناء والأشغال العمومية والصناعة التحويلية والطاقة، فيما سيشهد قطاع المعادن انخفاضا في أعداد اليد العاملة. وبخصوص الفصل الأول من سنة 2008، فإن نشاط قطاع البناء والأشغال العمومية، حسب تصريحات مسؤولي المقاولات، قد واصل تحسنه، وذلك راجع إلى التطور الإيجابي الذي سجلته بالأساس أنشطة الأشغال العمومية وخاصة «الأشغال البنائية الضخمة» و«الأشغال المختصة في الهندسة المدنية» و«إنجاز الطرق والملاعب الرياضية». ومن جهته، عرف قطاع الصناعة التحويلية تحسنا في الإنتاج خلال الفصل الأول من سنة 2008، وذلك نتيجة ارتفاع الإنتاج على صعيد فروع أنشطة «النسيج وصناعة الملابس المنسوجة» و«الورق والورق المقوى والطباعة» و«المشروبات والتبغ». وتجدر الإشارة إلى أن فروع أنشطة «منتوجات أخرى للصناعة الغذائية» و«منتوجات معدنية (دون آلات ومعدات النقل)» قد عرفت انخفاضا في إنتاجها. كما سجل ارتفاع في الإنتاج بقطاعي الطاقة والمعادن، حيث يعزى ذلك في ما يخص قطاع الطاقة إلى الارتفاع المزدوج الحاصل في إنتاج تكرير البترول والطاقة الكهربائية، وبالنسبة إلى قطاع المعادن يرجع ذلك إلى ارتفاع إنتاج المعادن غير الحديدية. ومن جهة أخرى، تبين نتائج البحث أن هامش قدرة الإنتاج غير المستعملة للمقاولات خلال الفصل الأول من سنة2008 قد بلغت حوالي33 في المائة في قطاع المعادن، و31 في المائة في قطاع البناء والأشغال العمومية، و18 في المائة في قطاع الطاقة، و21 في المائة في قطاع الصناعة التحويلية. وبالنسبة إلى هذا الأخير، فإن أكبر نسبة لهامش قدرة الإنتاج غير المستعملة تم تسجيلها على مستوى «أجهزة كهربائية وإلكترونية» (33 في المائة)، في حين سجلت «المشروبات والتبغ» أضعف هامش بنسبة 14 في المائة.