يلقب ياسين العلواني، الذي يقطن بقرية «أولاد موسى» في مدينة سلا، لدى عامة السكان والتجار والحرفيين، ب«ياسين لْحْساب». وهو اللقب أطلق على هذا الشاب لكونه يجيد عمليات الحساب، خصوصا عمليات الضرب والقسمة، حتى لو كانت العمليات معقدة، ويتقن حساب عمر الإنسان بالدقائق والثواني، دون أن يستعمل الآلة الحاسبة!... يبلغ العلواني من العمر 24 سنة، مستواه الدراسي الرابع ابتدائي، حديث الزواج وله طفلة لديها سبعة أشهر، وليس لديه أي عمل قار، سوى مساعدة الناس على تسديد فاتورات الماء والكهرباء والتدقيق في حساب الاستهلاك، ويلقى «القبول» الحسن من قبل موظفي «ريضال»، الذين يتعاملون مع الشاب ياسين باحترام، بعدما أدهش جل الموظفين بذكائه الخارق في حساب نِسَب الاستهلاك. ويقوم الشاب ياسين يوميا، بمساعدة كل الحرفيين والتجار، لمعرفة قيمة الزكاة والعشر الواجب أداؤها، وأيضا الأرباح السنوية، إلى جانب العدد الاجمالي المالي للبضائع، إذ يتعامل مع أصحاب جميع المحلات التجارية، سواء المتواجدين في القرية أو في حي «الانبعاث» وحي «السلام». وقد أكد العلواني ل»المساء» أنه كان يظن أن كل الناس يتقنون الحساب الرياضي، بعدما اكتشف سنة 2007 أنه يتوفر على قدرة خارقة في حساب عمليات الضرب والكسر، وقال: «في البداية، كنت أظن أن جميع الناس يقومون بعمليات الضرب والكسر في عقولهم بسهولة، دون استعمال الآلة الحاسبة، لكنْ بينما كنت أتسلى مع الأصدقاء والجيران، قيل لي إن هذه موهبة ربانية عليك استغلالها لكي تعيش بها»... وأضاف أنه البداية، وجد ترحيبا من قِبَل بعض التجار وأصحاب المحلات، الذين طلبوا منه مساعدتهم في حساب نسبة الأرباح والبضائع وحصيلة الربح السنوي، ثم انتقل إلى حساب نسب الاستهلاك لفواتير الماء والكهرباء، مع أصحاب المحلات وسكان حي النهضة في «القرية». وأشاد بعض المواطنين بموهبة ياسين «لْحْساب»، حيث قام بابراز موهبته عبر حساب العمر بالدقائق، دون اللجوء إلى أي مساعدة، سوى التلفظ بسلسلة من الأرقام بسرعة فائقة، ثم أجاب أن 31 سنة، تعادل 16293600 دقيقة. يظل ياسين، ذو الموهبة الخارقة، يتجول بين أحياء سلا ويقوم بمساعدة جل الناس والتجار، مقابل ربح مادي بسيط، في انتظار الجهة التي تقدر الموهبة التي يتوفر عليها وتساعده في الحصول على وظيفة قارة تمكِّنه من مساعدة والدته وطفلته الصغيرة.